محمد كنو لاعب أسمر ذا طول فارع، محور دفاعي، ولا يعييه أن يقوم بطلعات هجومية حسمت مباريات، لاعب مؤثر في الخارطة الهلالية، كان من أهم أحد عشر نجماً جلبوا البطولات، ورفعوا رؤوساً وكؤوساً لا عدّ ولا حصر لها.
محمد كنو لاعب الملايين التي اقتحم عالمها بفضل الله الذي رزقه كل تلك الأرقام الفلكية بعد فضل الهلال الذي خطفه من الاتفاق ذات سنة، وحافظ عليه و أعطاه فرصة تمثيل أحد أعظم كيانات القارة ثم منحه الثقة تلو الثقة حتى وصل الأمر بأن يحمل شارة القيادة لمرات ومرّات، حتى وصل به الأمر أن ينفذ ركلات الجزاء وكأنه يلعب المزمار.
محمد كنو هو اللاعب الذي ساوم الهلال قبل انتهاء عقده ونشف ريق المفرج و بن نافل وأحرج ميزانياتهم نهماً في الملايين ـ وهذا من حقه ـ فحين وصلت العروض الزرقاء لما وصلت إليه من أرقام، فتح خطاً ساخناً مع الغريم التقليدي فأصبحت الأرقام فوق الخيال.
محمد كنو لعب على الحبلين بين الهلال وغريمه لأجل عقده ومستقبله فوقع للأصفر وعاد للهلال لاكمال مفاوضات أعتقد الجميع أنها انتهت في ليلة ترك المفرج فرحة بطولة، وانشغل بجواله آخر الليل وهو يخاطب المعنيين (إدارياً ومالياً) ليبشرهم بأن محمداً قد اقترب ولم يعد أمامهم لحسم العقد إلا المزيد من زركشات الملايين .
محمد كنو بالتعاون مع فهد المفرج ورفاقه التنفيذيين بالنادي النموذجي منذ عهدناه سقطوا في نظام التعاقدات وأسقطوا الهلال معهم في بحر العقوبات، لتمر فترتا تسجيل خالية الوفاض، ولم تكن مجرد فترتي انتقال عادية، وإنما إحداها كانت بصمة تأريخ في جبين رياضتنا منذ تأسيسها، إنها الفترة التي لوت أعناق العالم بأكمله باتجاه الرياض.
محمد كنو هو من أحرم المملكة العربية السعودية من أن يكن الداهية وأسطورة العالم ليونيل ميسي حاضراً بقدمه ولحمه ليصبح دورينا الأغلى والأغنى والأشهر عالمياً من خلال إمكانية الهلال للظفر بأسطوري كهذا لن يرضى أن يلعب مع أقل من بطل قاري كالهلال ولكن أتت الرياح بما أشتهت صفعات ـ عفواً قصدي صفقات ـ اللحظات الأخيرة.
محمد كنو ـ وبعد تبارك الله ماشاء الله ويستاهل ـ فاز بالملايين بصعوبة لربما تمنى أكثر الهلاليين الطامعين ـ ومن حقهم ـ بكأس العالم للأندية بأن صفقة المفرج لم تتم، فلربما صفقة ميسي مع كم محترف عالمي كانت ستحسم لهم كل البطولات المتاحة، لكنه قدر الهلال هذا الموسم الذي ورغم صعوبته وتأثره سلباً بعقد (كنو) إلا أن كعبهم مازال الأعلى آسيوياً وبينهم وبين لقبها جوهرة جدة ورحلة اليابان الحاسمة بإذن الله.
محمد كنو نجم شباك هلالي لم يتوقف أذاه هذا الموسم بحرمان الهلال من تسجيل أي لاعب جديد وعلى رأسهم ميسي فحسب، وإنما بعد أن ضمن سنوات من العيش في كنف المال الهلالي الحلال بدأ يُظهر الأزرق بثوب ليس ثوبه الأبيض الذي لا يخدش لاعب وإن كان الثنيان وسامي ونواف انضباطية الزعيم، لذا على المفرج كما أجرى اتصالاته للمحافظة على كنو أن يجري نفس الاتصالات للحفاظ على ديمومة الكيان، حتى لايكرر نجم آخر مافعله كنو عندما خرج من الملعب بذلك المنظر الذي قد يليق بأي فريق إلا الهلال.
توقيعي/
للوصول دوماً قرارات، لكن هل نحتمل تبعات تأخر قرارٍ صائب؟.. والقمة أشبه بالجنة، فلنأخذ بيد بعض لننعم بها معاً..!
@shumrany
