استحضرت فعاليات موسم جدة التاريخية مهنة "المسحراتي" في حقبة تعود لما قبل 50 عامًا، والتي كان قارع الطبلة فيها يجوب الحارات لإيقاظ النائمين للسحور، يردد خلالها عبارات مناديًا الأهالي وأصحاب البيوت بصوته الجهوري، خشية أن يغلبهم النوم ويكون قد ذهب وقت السحور.
المسحراتي مازن عبد الله كان يجوب شوارع جدة التاريخية في محاكاة للفعالية، وقال إن تحديد وقت المسحراتي كان قبل طلوع الفجر بأكثر من ساعة بجانب ثلاثة مدافع، الأول للإفطار والثاني للسحور والأخير للإمساك، إذ كان معظم سكان حارات جدة القديمة لا يستيقظون إلا على صوت المسحراتي الذي اختفى في هذه الأيام مع تطور وسائل التقنية.
اصحى يا نايم وحِّد الدايم
وقال عبد الله إن من بين تلك العبارات "اصحى يا نايم وحِّد الدايم"، و"السحور يا عباد الله"، إذ ينحصر عمل المسحراتي فقط في هذا الشهر الفضيل. وفي محاكاة للزمن الجميل، تُحيي منطقة جدة التاريخية في معظم المهرجانات مهنة المسحراتي، لتعريف الأجيال الحالية بهذه المهنة العريقة، والأناشيد التي يجري ترديدها، لرسم صورة المسحراتي في الأذهان باعتبارها من العادات العريقة والتقاليد الأصيلة.