تتصاعد الأحداث في مسلسل "سفربرلك"، وتبلغ درجة التشويق ذروتها بعد وصولنا إلى الحلقة العاشرة من المسلسل، إذ يصدر فرمان الخدمة العسكرية الإلزامية من السلطنة العثمانية إلى كل الشبان وكافة المناطق الواقعة تحت سيطرته، وهو ما يقلب حياة الطلبة العرب الأربعة الذين يدرسون في جامعات إسطنبول في زمن الحرب العالمية الأولى، إذ يجري تجنيدهم إجباريًا كضباط تحت إمرة الجيش العثماني، وهو ما يهدد طموحاتهم وآمالهم.
ويستعرض العمل فترة من فترات التحول العالمي جذريًا وانعكاساته على المنطقة العربية عمومًا وشبه الجزيرة العربية خصوصًا، والذي شكلت الحرب العالمية الأولى علامته الفارقة، وما تبعها من دخول السلطنة العثمانية كحليف لألمانيا، وإعلانها النفير العام المعروف تاريخيًا باسم "سفربرلك".
قصة ملحمية تاريخية لا تمحى من ذاكرة العرب
يقول عبد الرحمن اليماني: "نحن أمام قصة ملحمية تاريخية لا تمحى من ذاكرة العرب، وعشنا تفاصيلها في هذا العمل، وشخصية عبد الرحمن التي أؤديها مليئة بالمفاجآت والمتغيرات، فهو شاب لديه ثوابت وقناعات عن الدين والدولة والوطن، وينسجم مع قناعات الأب والجد ونظرتهم إلى السلطنة، بينما شقيقه رضوان لديه نزعة ثورية، ولا يتقبل الظلم ولديه الجرأة والشجاعة التي تجعله يتخذ خطوات في اتجاه مقاومة الظلم".
وتابع: عبد الرحمن إنسان بسيط وهادئ، لكنه يتعرض إلى صدمات في حياته، تجعله يتحول إلى إنسان آخر، وتشتد علاقته بالشبان فريد ويحيى إلى أن يقع الحدث الكبير "سفربرلك"، حينما يؤخذ الطلبة العرب إلى التجنيد، فيذهب عبد الرحمن مع يحيى وفريد ويتحولون من طلاب إلى عسكر ومحاربين في القوقاز، وما حصل بينهم يجعل من العلاقة أقوى خصوصًا مع يحيى، فيما علاقة عبد الرحمن وفريد فريدة من نوعها لأنها بدأت بعداوة، كما أن لديه حبيبة في المدينة، تفرقهما الأمكنة، ويتزوج زواجًا تقليديًا".
ويضيف: إننا أمام عمل "جبار" يتميز بروعة الديكورات والتجهيزات، ومواقع التصوير أخذتنا إلى إسطنبول قبيل الحرب العالمية الأولى، وأعطتنا صدق الإحساس، ونقلتنا إلى مكان آخر تاريخيًا وجغرافيًا بسبب الإبداع والابهار في التفاصيل المقدمة بعناية، من أبنية ومترو وحنطور ومحلات ألبسة، كل هذا ساعدنا على أن نعيش الحالة ونصدقها.
تحديات كثيرة على الصعيدين العاطفي والسياسي
يؤدي أنس طيارة دور "يحيى" ويقول عنها: "يحيى هو المسؤول عن الشبان الذين يلجؤون إليه عندما تواجههم أي مشكلة، وشاءت الظروف أن يجند في الخدمة العسكرية مع عبد الرحمن، ويخوض معركة كبيرة يؤسران على إثرها، ويعانيان معاناة السجن وينتظران أمل الإفراج عنهما والعودة إلى بلادهما".
ويضيف: "قبيل الحرب العالمية، انضم يحيى إلى حركات تحررية عربية وأحزاب، فيعمل على توزيع مناشير من خلال المنتدى العربي بقيادة عبد الكريم قاسم، كما أنه يواجه أحداثًا كثيرة على الصعيدين العاطفي والسياسي، ويعيش عدة تحديات، إلى جانب أن لديه صراع الحفاظ على البقاء في الحرب، ويحمي عبد الرحمن إثر إصابة رفيقهما الثالث فريد".
قصص الحب والعداوة تحدد مسار شخصية "فريد"
أما بيو شيحان فيقول عن شخصية فريد التي يؤديها في المسلسل: "هو شخص عاش ظلم الحقبة، متهور ولا يفكر قبل أن يتصرف، ويعاني ظلم الباشوات، ولحسن حظه يذهب مع فايز ابن الباشا إلى إسطنبول للدراسة، وعلاقته مع هذا الأخير ليست في أحسن حال، لتقرب فايز من السلطنة".
ويضيف: "رغم الصداقة التي جمعتهما منذ الطفولة، تغيرت هذه العلاقة لاحقًا، حين اكتشف فريد أن فايز الذي كان مثل أخيه يعمل تحت إمرة السلطنة، إلى جانب أن فريد يعيش قصة حب ممنوعة مع شقيقة فايز، فتزداد العداوة بينهما".
ويتابع: "فريد اقترب من عبد الرحمن الذي كان متخوفًا منه، كونه قادمًا من بيئة تقليدية كلاسيكية وليس ثوريًا، فخاف منه على أسرار المنتدى العربي، لكن العلاقة تتحسن لاحقًا، بعد تقديم الأخير خدمة إلى المنتدى، كما يصطدم فريد مع يحيى الديمقراطي، الذي يحسب خطواته جيدًا على عكسه هو".
مفاجآت وتحولات تزيد الأحداث تشويقًا
يرفض وسام فارس وصف شخصية فايز التي يؤديها بالانتهازية، ويفضل وصفه بالشخص الطموح، ويقول: "هو شاب صاحب قيم ومبادئ ولديه طموح سياسي ونقاط ضعف، ويخطط لأهداف يحاول الوصول إليها بأي ثمن، وتكون قراراته صائبة حينًا مؤذية لغيره أحيانًا، وهو ليس ثوريًا كغيره من المجموعة، كونه نشأ وترعرع في هذه المنظومة، فعائلته أرستقراطية ومقربة من السلطة.
ويكشف عن ارتباط فايز بالسلطنة وجمال باشا عبر مدير مكتبه، ويضيف: يمكن القول إن جمال باشا يستخدم فايز كشاب عربي مقرب من الثورة.
وأوضح أن العمل يحكي عن المنطقة العربية كلها، ويحمل الكثير من المفاجآت والتحولات، وتابع: "قصة فايز تحمل الحب والرومانسية والصداقة والمؤامرات، وفايز وفريد ويحيى أصدقاء يسكنون معًا في إسطنبول، وهم زملاء دراسة في الجامعة، في وقت تجمع صداقة بين عبد الرحمن ويحيى، تتحول لاحقًا إلى صداقة مع الجميع".
