قال رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو، ياسر الرميان: إن العالم يحتاج إلى أكثر من 200 تريليون دولار من الاستثمارات في الطاقة الخضراء من الآن وحتى نهاية 2050 لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية، لكن العالم بأكمله استثمر أقل من 1% من هذا الرقم، أو نحو 0.5% منه، أي تريليون دولار فقط تقريباً، فنحن نتحدث عن أحلام وليس تنفيذا فعليا".
جاء ذلك خلال مشاركة الرميان، مؤخرا في جلسة نقاش بعنوان "حوار: حُلم أُعيد تصوره" خلال أعمال قمة الأولوية العالمية التي تنظمها مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار في مدينة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية.
أرامكو الأقل في إصدار الانبعاثات الضارة عالميا
أضاف أن أرامكو اليوم تعد الشركة النفطية الأقل من حيث إصدار الانبعاثات الضارة في العالم وبفارق كبير، على سبيل المثال، ينتج عن برميل النفط الواحد الذي ننتجه في أرامكو ينتج 10.5 كجم من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بباقي الصناعة، حيث ينبعث عن منافسينا في المتوسط 25 كجم للبرميل الواحد، ومتوسط الصناعة ككل يناهر نحو 27 إلى 28 كجم من الانبعاثات، لذا "فنحن نطلق ثلث المتوسط العالمي للصناعة تقريباً، ونعمل على تقليل بصمتنا الكربونية، ويسمى هذا النطاق1، و2.
وقال: "على مستوى انبعاثات النطاق 3، الخاص باستخدام النفط والغاز فعلياً في صناعات أخرى، تعمل الشركة على تقليل البصمة الكربونية أيضاً الناتجة عن استخدام منتجات أرامكو في قطاعات أخرى وبمحركات الاحتراق الداخلي في السيارات بنحو 30% إضافية، وإذا جمعت كل هذه الأشياء معاً وبدأت في تقييمها وتحليلها سيشكل ذلك حصانة أكبر من الانبعاثات مقارنة بما يحاول بقية العالم اتخاذه من إجراءات".
وتابع: "بعض الحكومات حول العالم تنظر إلى انبعاثات شركات النفط والغاز باعتبارها مشكلة تريد إيقافها فقط وليس حلها، ولكن ما نتج عن ذلك هو أزمة في إنتاج النفط، بسبب تراجع عمليات التنقيب، ووجود موارد أقل بينما ينمو الطلب بصورة أكبر، لأننا نريد التحول بالكامل إلى الطاقات المتجددة، وأنا أتفهم ذلك جيداً فنحن أكبر داعم للطاقة المتجددة، لكن تحقيق هذا الهدف يستغرق وقتاً أطول".
وقال الرميان: "لو تحدثنا بلغة الأرقام سنجد أن
وأضاف: "حتى لو أردنا عمل ذلك، سنحتاج إلى للوقود الأحفوري والتعدين، وأشياء كثيرة أخرى وكيماويات أفضل لأننا لا نستطيع بناء طواحين رياح والألواح الضوئية الجهدية بدون استخدام الكيماويات. لذا فنجن أمام معادلة صعبة، حيث يجب أن نوازن بين مصلحة البيئة وإيجاد مشروعات ميسورة التكلفة، إلى جانب مراعاة مصالح الأمن الوطني العليا، وفقاً له".
وبالعودة إلى "أرمكو" مجدداً أكد الرميان على أننا "ننظر إلى الأهداف على المدى البعيد وليس تحت أقدامنا مثل باقي الشركات، بحيث نحصل على أكبر كم ممكن من النفط دون التضحية بمصالح البيئة، وهذا ما يفرقنا عن أي مؤسسة أخرى".
توسع مبادرة مستقبل الاستثمار في 2024
وأوضح الرميان أن مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار تخطط للتوسع في ميامي خلال العام المقبل 2024، مؤكداً أنه ناقش هذا الأمر بالأمس مع مجلس الأمناء، وقال: "نعتقد أن ما نراه اليوم في ميامي يثير حماسنا لتعزيز بصمة المؤسسة فيها، وحتى عندما بدأت المؤسسة في 2017 أتذكر أننا أردنا عمل شيء بحجم وتأثير كبيرين وهو ما قمنا به بالفعل، وكان سؤالي حينها لصاحب السمو الملكي ولي العهد هو: على سنقوم بذلك على مستوى المنطقة، فقال لا وأن المبادرة ستكون على مستوى العالم".
واضاف: "ستركز المبادرة على استثمارات المستقبل، وحتى لو كان مركزنا الرئيسي في المملكة، إلا أن المشهد العالمي لا يغيب عنها ككل".
وأردف الرميان: "الكثير من الناس شككوا في قدرتنا على عمل ذلك، لكننا حولنا الأمر إلى واقع، والآن توسعت المبادرة لتشمل مركز التفكير الاستراتيجي والذراع الاستثماري، فنحن نتطلع إلى الأشياء التي ستفيد البشرية ثم نستهدفها باستثماراتنا، وأثناء عرض تقرير السعودية بالأمس رأينا الأشياء التي تحققت على أرض الواقع وكانت جيدة للغاية. وما نفعله في السعودية، ومبادرة استثمار المستقبل، وصندوق الثروة السيادي، وأرامكو هو التركيز على قياس الأشياء، والتفكير على نطاق واسع، وإطلاق عمليات مرتكزة على البيانات للحصول على قرارات مؤثرة بصورة أكبر، فأخر ما تريد فعله هو أن تكون أراؤك نابعة من أهوائك وليس بياناتك".
واختتم: "لذا في مبادرة مستقبل الاستثمار قمنا بعمل مسح شامل، كما اطلعنا على رأي كبار الساسة في وسائل الإعلام لمعرفة ما يريده الناس فعلاً".
