أثرت إجراءات الحكومة الصينية على نشاط الكثير من الشركات، وهو ما دفع مجموعة "علي بابا" إلى أن تقوم بتغييرات جذرية هيكلية، أدت إلى أن يبدي مراقبون ومستثمرون ترحيبهم بالكيان الجديد لواحدة من أكبر الشركات الصينية في مجالها، حيث تم تفتيتها لـ6 أقسام. ويشير مراقبون إلى أنه ربما يتواكب التقسيم الجديد لـ"علي بابا" مع هيكلة الشركة، خاصة مع اقتراب انتهاء حملة بكين على قطاع الشركات الخاصة، التي شهدت اتخاذ السلطات في السنوات الأخيرة إجراءات صارمة ضد الشركات التكنولوجية، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في نشاط هذه الشركات، وفق ما ذكر موقع "كيو زد"، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه. والسؤال الآن هو: كيف ستبدو إمبراطورية "علي بابا" بعد تفتيتها لـ6 أقسام؟
قرارات لا مركزية
بعدما أعلنت علي بابا، أنها تخطط للتقسيم إلى ست وحدات واستكشاف عمليات جمع أموال أو إدراج معظمها، في أكبر إعادة هيكلة للتكتل التكنولوجي في تاريخه الممتد 24 عاماً، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا، دانيال تشانج عن أنه سيواصل قيادة الشركة، لكنه سينقل اتخاذ القرارات التشغيلية، بما في ذلك التوظيف والفصل، والبحث، والأرباح والخسائر، إلى قادة كل وحدة أعمال، بحيث تصبح أغلب القرارات لا مركزية.
تعزيز المرونة في عملية صنع القرار
كتب تشانج في رسالة إلى الموظفين سيساعد ذلك الشركة على "أن تصبح أكثر مرونة، وتعزز عملية صنع القرار، وتمكين الاستجابة بشكل أسرع لتغيرات السوق".
وقالت علي بابا إن هذه الخطوة "تهدف إلى إطلاق العنان لقيمة المساهمين وتعزيز القدرة التنافسية في السوق.
وأضافت بأن التغير يتماشى مع رؤية الصين لمكافحة الاحتكار لقطاع التكنولوجيا.
وقفزت أسهم المجموعة المدرجة في هونج كونج بما يصل إلى 16.3%، متتبعة ارتفاعاً بنسبة 14.3% في أسهمها المدرجة في الولايات المتحدة في اليوم السابق، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر هانج سانج القياسي والأسواق الأوسع في المنطقة.
نهاية حملة القمع الحكومية
حول ذلك، قال جون ويثار، المشرف والمراقب الحالات بشركة "بكتيت" لإدارة الأصول: "نعتقد أن هذه إشارة على الأرجح إلى أننا نقترب من نهاية التشدد الحكومي مع علي بابا".
وأوضحت "علي بابا" إنها ستنقسم إلى ست وحدات، هم: مجموعة كلاود انتليجنس، وتاوباو تي مول للتجار الإلكترونية، مجموعة سايناو للخدمات اللوجستية الذكية، لوكال سيرفس، جلوبال ديجيتال بزنس ودجيتال ميديا آند إنترتينمينت.
ووصف المحللون في بنك أوف أمريكا، إعادة هيكلة علي بابا بأنها ستختبر ما إذا كانت أكبر الشركات الصينية قادرة على تلبية طلب بكين للمساهمة في المجتمع أم لا.
ويرى محللون أن انقسام علي بابا قد يمهد الطريق أمام عمالقة التكنولوجيا الصينيين الآخرين للخضوع لإعادة هيكلة مماثلة، مما يساعد على تحطيم القوة الاحتكارية للشركات.
نظرة عن الأقسام الستة الجديدة في "علي بابا":
- مجموعة الذكاء السحابي: سيقود أعمال الأنشطة السحابية والذكاء الاصطناعي دانيال تشانج، الرئيس التنفيذي لمجموعة علي بابا، الذي كان الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا منذ عام 2019 .
- مجموعة الخدمات المحلية: سيشرف يو يونج فو، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي المعين حديثًا لقسم الخدمات المحلية في علي بابا في نوفمبر 2021.
- مجموعة التجارة الرقمية العالمية: سيعمل جيانج فان كمدير تنفيذي، والتي تشمل شركات التجارة الإلكترونية الدولية التابعة لشركة علي بابا بما في ذلك منصة البيع بالتجزئة علي إكسبريس، ومنصة التجارة الإلكترونية لجنوب شرق آسيا لازادا، والتي كان يشرف عليها.
- مجموعة تاوباو تي مو: وهي منصة معنية بالتسوق عبر الإنترنت خاصة بالشركة، سيشرف عليها المدير التنفيذي منذ فترة طويلة ترودي داي .
- مجموعة كاينياو للوجستيات الذكية: سيستمر وان لين، كرئيس تنفيذي للأعمال التي تركز على الخدمات اللوجستية الذكية في علي بابا.
- مجموعة الوسائط الرقمية والترفيهية: سيكون فان لويوان الرئيس التنفيذي للوحدة التي تشمل أعمال البث والأفلام في علي بابا.
وقامت السلطات الصينية، في أبريل 2021، بتغريم مجموعة علي بابا نحو 2.8 مليار دولار أمريكي بسبب إساءة استغلال وضعها المهيمن بالسوق لأعوام.
ختاماً، ورغم أن التحول إلى هيكل شركة قابضة أمر نادر بالنسبة لشركات التكنولوجيا الصينية الكبرى التي تبقي معظم العمليات تحت سقف واحد، إلا أنه ليس نادرًا جدًا، حيث يقوم العديد من اللاعبين بذلك للحصول على مزايا ضريبية، أو تخفيف المخاطر، أو الاستعداد للبيع أو خلافة جيل جديد للإدارة، خاصة في الشركات العائلية.
