يتعمق التعاون بين المملكة العربية السعودية و ماليزيا بسرعة في الفترة الحالية، ما يشير إلى النية الاستراتيجية لكوالالمبور في الاعتماد على روح السعودية الطموحة في التحديث، وما ينتج عنها من آثار جانبية إيجابية تصب في صالح البلدين. فكلاً من الرياض وكوالالمبور تعيشان في ظل أوضاع اقتصادية متشابهة إلى حدٍ ما، مع أهداف مماثلة وحاجة إلى إعادة توجيه الأساسيات الاقتصادية، وفق ما ذكرت منصة "يور إيشيا ريفيو"، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
وتقول المنصة، إن كلا البلدين يعيشان فترة انتقالية من التحول الاقتصادي من وضع اقتصادي قائم على النفط والمصادر الأولية إلى وضع أكثر طموحًا نحو المستقبل، بما يعني بحاجتهما إلى استثمارات مهمة في الرقمنة ومحركات اقتصادية جديدة.
مكانة قيادية للسعودية
كما أن مكانتها القيادية الإقليمية، بالإضافة إلى دعم رأس المال الضخم يجعلها أكثر تفوقًا ولديها المزيد من الخيارات لجني فوائد المستقبل بصورة أكبرة.
وتعرف الرياض مكانتها ليس فقط الدبلوماسية، بل والاقتصادية كذلك مع واشنطن، التي تحتاج إلى قدرت السعودية الدبلوماسية الإقليمية، وقدرتها على تشكيل صورة مستقبل أفضل.
أيضاً، لدى السعودية رأس المال اللازم للتوسع في مجالات الاقتصاد المختلفة، سواء كانت التكنولوجية والصناعية والتجارية والخدمية.
الاقتصاد الرقمي في السعودية
ستستند حملة التحول الجديدة في المملكة العربية السعودية إلى أساس ومعايير اقتصادية جديدة، ترتكز على الاقتصاد الرقمي والأخضر، والإعداد الموجه نحو الخدمات مع التركيز على التكنولوجيا المتقدمة والتقدم العلمي، مع التوجه القائم على المعرفة.
وحسب المنصة مهدت الطموحات الخاصة بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الطريق لموجة غير مسبوقة من التحول المؤسسي والهيكلي، والتي انعكست في رؤية 2030، وجهود التحول الضخمة بمدينة نيوم المستقبلية، والسعي وراء تكوين شركة طيران سعودية جديدة.
ويقول المحلل كولينز تشونج يو كيت إن السعودية تسير في مرحلة جديدة من التجديد لبناء شكل لدولة أقوى، أو ما يمكن تسميته بـــ"علامة تجارية جديدة"، لنهج حداثي يجعل السعودية مرتكزًا وقوة عالمية اقتصادية، بشكل أكبر من ذي قبل.
شريك للسعودية
أضاف يو كيت، لطالما نظرت الرياض إلى ماليزيا كشريك حيوي في المجال الاقتصادي، مع مجالات تعاون رئيسية تستهدف قوة ماليزيا في التقنيات الحيوية للمستقبل والتي تعتبر حيوية لحملة التحديث في السعودية.
وتشمل هذه القدرات أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة في ماليزيا، والأمن الغذائي، والاقتصاد الرقمي والأخضر والتعليم العالي ومجالات البحث الهامة.
وتظل الاستثمارات في البنى التحتية الرئيسية وكذلك المجالات الهندسية المتقدمة والبحوث المشتركة ذات اهتماماً كبيراً لكل من الرياض وكوالالمبور، حيث تتبادل كلاً منهما الموارد والقدرات.
