تُعد المملكة العربية السعودية إحدى أهم الدول الأعضاء في المنظمات الدولية الثقافية، ومن الأكثر اهتمامًا بمجال توثيق التراث وحفظه وصونه، وانعكس ذلك على زيادة نسبة الخبراء السعوديين في المجال الثقافي دوليًا، فضلًا عن ارتفاع عدد الخبراء المتخصصين في إدارة وإعداد ملفات الترشيح في المنظمات الدولية، وإثراء كفاءاتهم حسب منهجية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، ومن هذا المنطلق تقيم وزارة الثقافة برنامج الخبراء.
وأكد د. رائد السفياني، مدير الإدارة العامة للأبحاث والدراسات الثقافية في وزارة الثقافة، في حديثه لـ"اليوم"، أن الوزارة لديها اهتمام كبير برفع نسبة الخبراء السعوديين في المجالات الثقافية، وخصوصًا الدولية منها.
أوضح السفيان أن الوزارة تستهدف أيضًا زيادة عدد المختصين في إعداد وإدارة ملفات الترشيح في المنظمات الدولية المختلفة ومنها "اليونسكو"، بالإضافة إلى رفع جودة هذه الملفات وذلك من خلال التجربة السابقة التي واجهتها الوزارة والجهات المختلفة في الملفات السابقة.
تعزيز قدرات المختصين في وزارة الثقافة
وأشار "السفياني" إلى أن برنامج الخبراء في انتهاء مرحلته الأولى كان يستهدف استقطاب أكثر من 30 مرشحًا من خلال البرنامج التأهيلي، فيما حقق البرنامج إنجاز أكثر من 42 مرشحًا، وكانت الأهداف بشكل كبير تستهدف تعزيز قدرات المختصين في مجال الثقافة والعلوم في المملكة العربية السعودية، وإعداد التقارير والمتابعة لحالة العناصر والمواقع والأصول الثقافية، إضافة للمساهمة في إعداد ترشيحات عناصر مواقع التراث على قوائم الاتفاقيات والبرامج التابعة لمنظمة اليونيسكو.
وأكد السفياني أنه من الضروري الإلمام بالآليات والبرامج التابعة للمنظمة، من أطر عامة وأهدافها وهيكلتها والاتجاهات، ولغة الخطاب، والاتجاهات المتعلقة بالصون والترشيحات والتقارير الدولية والمفاهيم، إضافة لمعرفة آليات عمل الجهات الاستشارية، من حوكمتها وتقييم الملفات وخصوصا المراد إدراجها على القوائم المختلفة.
أكثر من 42 مشاركاً في برنامج الخبراء لتأهيل المختصين في اتفاقيات اليونسكو#اليوم pic.twitter.com/FLPzDzvbqv
— صحيفة اليوم (@alyaum) March 22, 2023
استهداف مجموعة من الشرائح
أشار "السفياني" إلى أن البرنامج استهدف مجموعة من الشرائح، منهم مختصون مهتمون بحفظ التراث السعودي من مختلف المجالات والخلفيات العلمية المختلفة، وكان أكبر محرك للاختيار والترشيح هو أن يكون لديهم شغف تجاه تعزيز دور المملكة الريادي وتراثها الثقافي.
وصُمم البرنامج لاستقطاب مجموعات من تخصصات مختلفة تتوائم بطريقة ما مع طبيعة البرامج التي يتم العمل عليها، فالبرنامج عمل أكثر من اتفاقية منها: اتفاقية التراث العالمي، اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، والتراث المغمور بالمياه، وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي، إضافة لاتفاقية الإتجار غير المشروع بالآثار، وشبكة المدن، وغيرها من الاتفاقيات.
وأضاف السفياني: هذه الاتفاقيات تتطلب معرفة في علوم مختلفة حتى تكون هناك أرضية للانطلاق منها، ويبدأ البرنامج يربط هذه النقاط بناء على هذه الأرضيات العلمية الموجودة لدى المرشحين
انطلاق المرحلة الثانية من برنامج الخبراء الثقافي
وقال السفياني إن المرحلة الأولى انتهت وتضمنت التركيز على الجانب المعرفي والميداني، مضيفًا أنه سيتم العمل على الجانب التطبيقي، والذي يحتوي على تشارك مع جهات مختلفة، وتعزيز لدورهم وحضورهم في قضايا واقعية.
وأضاف السفياني أن هذا التحدي الذي يواجه البرنامج وهذه الكوكبة من الخبراء المحتملين، معبرًا عن فخره بما وصلت إليه هذه المجموعة، راجيًا أن يلبوا التطلعات والطموحات والوصول للمستهدفات.
#فيديو
وزارة #الثقافة تعيد إحياء الفنون الأدائية التقليدية عبر مهرجان #ثراءhttps://t.co/WbdeW9Pmmb #اليوم pic.twitter.com/6WAsOts09O
— صحيفة اليوم (@alyaum) December 28, 2022
تعزيز دور المملكة الثقافي الريادي
وحول تواجد مشاركين في البرنامج من دول الخليج واليمن، قال: هذا يعد جزء لتعزيز دور المملكة الريادي، فالبرنامج فريد ومميز بشهادة المنظمات، إضافة لتحقيق الاستفادة فيه ورفع المشاركات لتكون أكثر إقليمية بدلًا من أن تكون محصورة على المستوى المحلي فقط، من هنا جاءت فكرة استقبال مجموعة من الطلبات من خارج المملكة، وقد حققت الخطوة قيمة للبرنامج ورفعت من نسبة النقاش والمشاركة والتداول للبرنامج.
بناء شبكات للتواصل في برنامج الخبراء الثقافي
واختتم السفياني حديثه بأن البرنامج يسعى لبناء شبكات للتواصل ونقل المعرفة، فالكثير من الحضور في البرنامج هم أصحاب اختصاص ومن أصحاب ممارسة في مجموعة من الملفات، فتم تطعيم البرنامج بمجموعة من الخبرات الذين عملوا على ملفات سابقة، فهذه الديناميكية في تصميم البرنامج والتطوير يضمن بإذن الله جودة البرنامج والوصول لمستهدفات أعلى للمراحل القادمة.
تغطي 3 مسارات وتهدف لتطوير صناعتها.. وزارة الثقافة تتيح منحًا لأبحاث #القهوة #السعودية#اليوم @MOCSaudi pic.twitter.com/LlLP7hAalb
— صحيفة اليوم (@alyaum) December 25, 2022