العنصرية هي إحدى رذائل النهج الإقصائي في النفس البشرية الأمَّارة بالسوء التي يزيِّن لها الشيطان سوء العمل والقول، ويتبطنها قوم مردوا على قبيح القول والتمييز المنهجي بين الناس.
الكل يتجمَّل ويتبرَّأ من العنصرية وخبائثها، ومع ذلك تنمو وتتورم، أحيانًا بأسلوب علني فجّ، ليس في المقاهي الشعبية ولا في أوساط صبيان الحارات والسوقة فقط. بل أصبحت نهجًا نخبويًّا يجهر به في قنوات الستلايت وفي المنصات المفتوحة وأمواج الأثير.
الاستخفاف المستمر بالأطباء البيطريين، ومهنة البيطرة نهج عدواني في برامج تليفزيونية، وفي قنوات تقدِّم نفسها على أنها منارات التنوير وفي أفلام سينما، وأيضًا في منصات إعلاميين يقدمون أنفسهم مفكّرين طليعيين وتقدمّيين، ومع ذلك لا يتورعون عن التعريض بالأطباء البيطريين، وكأن مهنة الطبيب البيطري عيب أو نقيصة.
الأطباء البيطريون يقدمون خدمة فريدة وشاملة لحماية الثروات الحيوانية في كل بلدان العالم، ويقدمون حماية لصحة الإنسان وحماية للاقتصاديات الوطنية. ومع ذلك نجد برامج تليفزيونية وإعلاميين يستخفون بالأطباء البيطريين والعاملين في مجال حماية الثروة الحيوانية، ويشوِّهون مهنتهم وإنجازاتهم بأسلوب مقزز وهمجي.
ولم يفطن المسيئون إلى أنهم يعبِّئون بطونهم، يوميًّا، بأنواع اللحوم ولا يضمن لهم صحة اللحوم وحماية بطونهم من الميكروبات والفيروسات الفتاكة إلا جهود الأطباء البيطريين والعاملين في مجال حماية الثروة الحيوانية. ومع ذلك يتنكرون قصدًا أو جهلًا لكل هذا العطاء الرائع الوارف.
لوقف هذا الفحش والاستهزاء العنصري، أرى أنه يتعيَّن على الكليات البيطرية ووزارات الزراعة في كل بلد عربي، ألا تسكت وتتفرج على الإساءات، وتقيم دعوى قضائية على كل مَن يستخف بالمهنة البيطرية، وبأطبائها وبالعاملين في هذا المجال الاقتصادي الصحي الحيوي، لإيقاف الجهلة والجاحدين والمتنمّرين عند حدهم، وجعلهم يدفعون ثمن إساءاتهم وتعدّياتهم الهمجية التي تناقض كل دين قيم، وكل خلق كريم وكل مروءة.
• وتر
يمر كسَهم النور.. يعرج في العلياء..
يعبر الآفاق وذرى الراسيات..
ويفيض فيئًا وارفًا.. وحصيدًا من ضياء..
@malanzi3