هل شاهدت مسرحيةً فيها يجتمع الصمت، والحيرة، والكسل مع شهر رمضان على خشبة المسرح؟ لقد اجتمعوا معًا لأن شهر رمضان تحداهم جميعًا، وبينما كان الغموض مهيمنًا على الجميع، راح شهر رمضان يتأمل في وجوههم، وقال بثقة: سأجعل الصمت قارئًا للقرآن، والحيرة صاحبة أذكار، والكسل قائمًا بالصلاة!.
الصمت، شاب سارحٌ في خياله، ويفكر في أحواله، والتفت إلى شهر رمضان قادمًا نحوه، فتساءل بداخله ما الذي أتى به؟ عندما سمعه يقول: ما بك تقلب مواجعك يا صمت؟ اخرج ما بداخلك هيا! تكلم شهر رمضان بحزم، فرد عليه أهلًا بك يا (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)، فقال له بفرح هل رأيت يا صمت لقد أصبحت قارئًا لكتاب الله، استمر بالقراءة، فقراءة القرآن تشرح الصدر، وتزيل الهموم «بإذن الله».
الحيرة، فتاة صغيرة تدور في خشبة المسرح، ودموعها محبوسة في عينيها، وعندما أقبل عليها شهر رمضان، وقال لها: ما بك أيتها الحيرة، لم تدورين حول المكان؟ لقد نسيت شيئًا، وأشارت لرأسها، ارفعي رأسك، وتأملي في الطبيعة، واذكري الله يا حيرة، الدعاء هو حلك يا صغيرتي! أشرقت الطمأنينة في عيني الحيرة، أنت على حق يا شهر الرحمة، لقد عرفت الحل! وهمت بقراءة الأذكار، والأدعية.
الكسل، فتىً بدين بالكاد يستطيع تحريك قدميه، وانتبه لشهر رمضان قادمًا نحوه، فحاول الهرب لكنه أمسكه، يا كسل أنت لن تستطيع الهرب، فهو ليس حلًا، فالوضوء سببٌ مقنع لنهوضك، وليس التأمل في الطعام وأنت صائم، وساعد الكسل على النهوض، وعلمه كيفية الوضوء، فانقلبت حاله، وانطلق للصلاة يمضي قدمًا.
في ختام المسرحية، اجتمعت قراءة القرآن، والأذكار، والصلاة وقال شهر رمضان سعيدًا: لقد أنجزت التحدي ولله الحمد، جعلت الصمت قارئًا للقرآن، والحيرة ذاكرةً لله، والكسل قائمًا بالصلاة، توكلوا على الله، وسيزال الهم، وتشرق الطمأنينة في وجوهكم، ويهرب منكم التقاعس.