يعاني طفلٌ واحد من بين كل 100 طفل من اضطراب طيف التوحّد، وهو يصيب الذكور أكثر بأربع أضعاف البنات وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
أوضحتْ المنظمة أن اضطرابات طيف التوحّد هي مجموعة متنوعة من الحالات، تتميّز بدرجة معينة من الصعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل، الخصائص الأخرى هي أنماط غير نمطية من الأنشطة والسلوكيات، مثل صعوبة الانتقال من نشاط إلى آخر، والتركيز على التفاصيل وردود الفعل غير العادية للأحاسيس.
تحتفل منظمة الصحة العالمية، باليوم العالمي لمرض التوحد يوم 2 من أبريل من كل عام، كما يشار إليه أيضًا باسم اضطراب طيف التوحد.
تشخيص التوحد يتأكد في سنة 3-5 سنوات
ووفق الدكتور أمير سليمان استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، التوحد هو اضطراب يؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم، يظهر في سن الرضاعة غالبًا، ويتأكد التشخيص عند عمر 3-5 سنوات.
وقال سليمان إن المصابين بمرض التوحد يعانون صعوبات في 3 مجالات تطوّرية أساسية هي: (العلاقات الاجتماعية المتبادلة، اللغة، السلوك).
وأضاف: "لا يعني ذلك أن كل المصابين بالتوحد بالضرورة تظهر لديهم نفس الأعراض، ولكن كل حالة تختلف عن الأخرى، أما حالات مرض التوحّد شديدة الخطورة قتتسم في غالبيتها بعدم القدرة المطلقة على التواصل أو إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين".
وأوضح سليمان أن أعراض التوحّد عند أغلب الأطفال تظهر غالبًا في سن الرضاعة، وهناك أطفال آخرون يتطوّرون بصورة طبيعية تمامًا خلال الأشهر أو السنوات الأولى من حياتهم لكنهم يُصبحون فجأة منغلقين على أنفسهم وعدائيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة.
على الرغم من أن كل طفل يعاني أعراض مرض التوحد، يظهر طباعًا وأنماطًا خاصة به، إلا أن السمات التالية هي الأكثر شيوعًا لهذا النوع من الاضطراب:
المهارات الاجتماعية
- لا يستجيب لمناداة اسمه، عادة يشكو أنه لا يسمع ولا يحبّ اسمه.
- ضعف شديد أو انعدام في التواصل البصري المباشر.
- غالبًا ما يبدو أنه لا يسمع محدّثه.
- يرفض العناق أو ينكمش على نفسه.
- يبدو أنه لا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين.
- يلعب بمفرده ويتقوقع في عالمه الشخص الخاص به.
- عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين، فتجده ينسحب من المواقف الاجتماعية ويتقوقع في عالمه الخاص.
- لا ينتبه للأشخاص الموجودين حوله، ويتوجه بانتباهه إلى الجوانب المادية (الأشياء) الموجودة في الغرفة.
- يفتقد السلوكيات المقبولة وفق المعايير الاجتماعية.
المهارات اللغوية
- غالبًا ما يتأخر في الكلام أو لا يتكلم نهائيًا، دائمًا الضمائر لديه غير منضبطة مثال (انت عايز أشرب، أو أنا هتاخدني معاك).
- قد يفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق، الحصيلة اللغوية تقل لعدم استخدامها.
- يتحدّث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، يتكلّم بصوت غنائي، أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي (الروبوت).
- لا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة.
- قد يكرِّر كلمات، عبارات أو مصطلحات، لكنه لا يعرف كيفية استعمالها.
- لا يعبر عن احتياجاته لغويًا، يأخذك من يدك ويذهب إليها.
- الأطفال الذكور أكثر عرضة للتوحّد من الإناث.
مرحلة ما قبل التواصل اللفظي
الأطفال التوحدّيون من النادر أن يتواصلوا بالطريقة العادية مثل الإشارة، غالبا ما يتواصلون بطريقة تُظهر قدرًا من عدم المبالاة.
التواصل غير اللفظي
التوحدّيون غير قادرين على التواصل، فتعبيرات الوجه عادة لا تكون متوافقة مع نبرة الصوت ولا تكون التلميحات منسجمة مع الكلام.
اللغة المجازية لطفل التوحد
يقصد بذلك أن يكون للطفل التوحدي لغة أو عبارات لغوية (مجازية) خاصة به كأن يقول مثلا: "أريد ألعب بالأصفر"، يقصد أنه يريد اللعبة الصفراء.
السلوك
- حركات متكررة (الرفرفة، الدوران في دوائر حول نفسه أو التلويح باليدين).
- له عادات وطقوس يكرّرها دائمًا.
- ينزعج جدًا عند حدوث أي تغيير، حتى التغيير الأبسط أو الأصغر، في هذه العادات أو في الطقوس.
- دائم الحركة.
- يصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض، مثل دوران عجل في سيارة لعبة.
- لا يمكنه مشاركة الأطفال الآخرين اللعب أو يلعب معهم بطريقة غريبة أو عنيفة.
الحواس لدى مرضى التوحد
- شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء، لذلك تجده ينظر بطرف عينه لأن الإضاءة تتعب عينيه.
- شديد الحساسية للصوت وبالذات الأصوات الحادة.
- يسمع الأصوات الضعيفة بشكل مكبر جدًا، ويعد ذلك أحد أسباب ضعف القدرات اللغوية لديهم، ولكي يسمعك وينتبه لك يجب أن ترفع صوتك، وهناك أصوات معينة تزعجه.
- الإحساس يكون متزايدًا جدًا لدرجة أنه قد يسير على أطراف أصابعه، لأن إحساس لمس الأرض لقدميه يؤلمه وعندما يرتدي شرابًا يسير على قدمه كله.
- قد لا يشعر نهائيًا في أغلب الحالات، قد يكون غير قادر على الإحساس بالألم حتى إذا تعرّض للإصابة أو لمسته النار.
- حاسة الشم والتذوق عالية جدًا لديه، ولذلك لا يتذوّق كثيرًا من الأكلات، وغالبا الخضراوات والفواكه الطازجة لا يفضلها، يجب أن تكون مطهوة.
- أحيانًا قوة الحواس لديه تجعله يرفع صوته فجأة.
أبرز أعراض طيف التوحد
- لا يحب المعانقة.
- الدوران حول نفسه.
- يأكل أشياء غير صالحة للأكل كالملابس.
- التحديق في أصابعه وتحريكها أمام عينيه.
- صعوبة التقاط الأشياء المقذوفة إليه.
- الرفرفة بالأيدي.
- بكاء دون سبب.
- ضحك دون سبب.
- غضب دون سبب.
- خمول.
- ارتباط قوي بالأشياء.
- لا يلعب مع الآخرين.
- العنف مع الآخرين أحيانًا.
- عدم انتظام المهارات الحركية الدقيقة.
- أحيانًا يلعب بأشياء غريبة ويتمسّك بها كلعبة مثل فرشاة الأسنان مثًلا أو شاحن الموبايل.
- لعبه قائم على التكرار والنمطية.
- زيادة النشاط الحركي.
- يقاوم الطرق التقليدية للتعليم.
- يمارس التكرارا أحيانًا.
مستقبل حالات طيف التوحد
كلما تقدّم الأطفال في السن نحو مرحلة البلوغ بعض منهم يتحسن ويبقى قريبًا من الطبيعي وبعضهم الآخر يظل كما هو.
- مصاب طيف التوحد يتعلّم المعلومات والمهارات الجديدة ببطء.
- لديه نسبة ذكاء طبيعية، أو حتى أعلى من أشخاص آخرين، هؤلاء الأطفال يتعلّمون بسرعة، لكنهم يعانون مشكلات في الاتصال، أو تطبيق أمور تعلّموها في حياتهم اليومية وفي أقلمة أنفسهم على الأوضاع والحالات الاجتماعية المتغيرة.
- نسبة ضئيلة جدًا من الأطفال الذين يعانون طيف التوحد لديهم مهارات استثنائية، تتركّز بشكل خاص في مجال معين مثل الفن، الرياضيات أو الموسيقى.
أسباب وعوامل خطر مرض التوحد
بعض الحالات الطبية قد تتسبّب في مرض التوحّد، فمن الممكن أن تكون بسبب مشكلات قبل الحمل (مشكلات جينية) أو مشكلات في أثناء الحمل أو الولادة.
مشكلات جينية
- غير معروفة الأسباب.
مشكلات في أثناء الحمل
- عدوى فيروسية مثل الحصبة الألمانية.
- تعرض الأم لمشكلات نفسية في أثناء الحمل.
- تعرّض الأم للتلوث في أثناء الحمل ومنه التلوث بالرصاص مثلًا.
- عمر الأم أكثر من 35 عامًا عند ولادة الطفل.
- ترتيب الطفل، إذ تكون احتمالية إصابة الطفل الأول أو الرابع أو ما بعد الرابع أكبر من غيرهم.
- تعاطي الأدوية خلال فترة الحمل.
- حدوث نزيف للأم بين الشهر الرابع والثامن من فترة الحمل.
مشكلات في أثناء الولادة
- صعوبة الولادة، النزيف، نقص وصول الأكسجين للمخ.
تشخيص مرض التوحّد
الطبيب المختص يقيّم الحالة وتجرى اختبارات وفحوصات بواسطة الاختصاصي النفسي ( الذكاء، الكلام، التطور الاجتماعي).
ورغم أن اعراض التوحد الأولية تظهر غالبًا فيما قبل سن عام ونصف العام، فإن التشخيص النهائي يكون في بعض الأحيان، لدى بلوغ الطفل سن سنتين أو ثلاث سنوات، فقط عندما يظهر خلل في التطور، تأخّر في اكتساب المهارات اللغوية، أو خلل في العلاقات الاجتماعية المتبادلة، والتي تكون واضحة في هذه المرحلة من العمر.
مشاهير طيف التوحد
ألبرت أينشتاين، فان جوخ، نيوتن، بيل جيتس، ميسي.
