كشف تقرير اقتصادي أن الذهب والفضة يتجهان إلى تسجيل مكاسب شهرية تقترب من 8% و14% على التوالي، وذلك بعد شهر من حالة عدم الاستقرار التي شهدها القطاع المصرفي.
وأضاف رئيس إستراتيجية السلع لدى "ساكسو بنك" أولي هانسن في التقرير، أن على الرغم من تراجع الضغوطات خلال الأسبوع الماضي، تمكن المعدنان من الحفاظ على معظم مكاسبهما في انتظار ذروة جديدة قريباً في أسعار الفائدة الأمريكية، تليها سلسلة جديدة من الانخفاضات.
معدلات تضخم مرتفعة
تابع: "من الممكن أن تصطدم هذه التوقعات بحقيقة أن النسبة الحالية المحتملة للركود والبالغة 60% من الممكن أن تكون مرتفعة، خاصةً إذا أخذنا بعين الاعتبار المشهد الاقتصادي الذي مايزال يشهد معدلات تضخم مرتفعة ومستويات توظيف كاملة ومستهلكين مرنين".
وتسبب إفلاس بنك سيليكون فالي في تحول توقعات أسعار الفائدة المستقبلية من الزيادات الإضافية إلى توقعات بتخفيض أكثر من 100 نقطة أساس خلال الأشهر المقبلة، الأمر الذي يوحي بأن السوق يدفع نحو الركود.
وأشار إلى أن الوضع متجه نحو ركود بطيء وليس نحو انهيار. فيما استبعد حدوث أي تخفيضات في الفترة الممتدة حتى سبتمبر، الأمر الذي يساهم في تعقيد مشهد سوق المعادن في حال استمرت البيانات الاقتصادية عموماً، وتلك المتعلقة بالتضخم خصوصاً، في إظهار قوتها.
وقال التقرير: "تبقى حقيقة أننا نقترب من ذروة جديدة لرفع أسعار الفائدة ثابتة، مع توقعات بأن يساهم الطلب الجديد على الذهب من مستثمري الصناديق المتداولة في البورصة، إلى جانب ارتفاع معدلات الشراء من صناديق التحوط، والطلب المستمر من البنوك المركزية، في تحقيق ارتفاع في قيمة الذهب والفضة بمجرد أن يبدأ تقلص الفجوة بين أسعار الفائدة الحالية والمستقبلية للاحتياطي الفدرالي".
ويشكّل سعر 2000 دولار المستوى الرئيسي الذي ينبغي مُراقبته، في حين بقي مستوى الدعم عند سعر 1933 دولار، والذي يشكل تصحيحاً بنسبة 38.2% عن الارتفاع الأخير البالغ 2010 دولار أمريكي.
ودعا إلى مراقبة إغلاق معدن الفضة أسبوعياً فوق مستوى 23.90 دولار، الأمر الذي من الممكن أن يكون مؤشراً لانعكاس الاتجاه الهبوطي السائد لمدة عامين.
النحاس يحافظ على مكاسبه
ووفقا للتقرير تمكن النحاس من التعافي من الخسائر التي سجلها خلال عمليات البيع الناتجة عن أزمة البنوك في منتصف الشهر.
ويستفيد ارتفاع الطلب على المعدن من قطاع المركبات الكهربائية وحلول إنتاج الطاقة المتجددة وتخزين ونقل الكهرباء، وهو ما يعكس نجاح النحاس في تعويض التباطؤ الاقتصادي في الغرب، وتباطؤ أنشطة القطاع العقاري في الصين، والذي كان أحد المحفزات الرئيسية للطلب خلال الأعوام القليلة الماضية.
وسجلت مخزونات النحاس المرئية، أي الخاضعة لرقابة أسواق العقود الآجلة في شانغهاي ولندن ونيويورك، تراجعاً ملحوظاً خلال الأسابيع الخمسة الماضية بنسبة 29%.
وترى جولدمان ساكس بأن استمرار الاتجاه الحالي لارتفاع الطلب في الصين قد يعرّض مخزونات النحاس العالمية المرئية للنفاد بحلول شهر أغسطس المقبل. وفي مقابل الطلب الكبير، رأينا تعافياً مستمراً في الإنتاج العالمي من الركود الذي أصاب القطاع في الربع الرابع من العام الماضي، عندما أدت مشاكل الإنتاج في تشيلي والبيرو والإغلاق في الصين إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 19% على أساس فصلي، وهو أدنى مستوى خلال 6 سنوات وفقاً لشركة إس أند بي جلوبال.
ويشهد النحاس عالي الجودة تراجع تداولات العقود الآجلة منذ منتصف شهر يناير، مدفوعة مبدئياً بالتوقعات غير المحققة تجاه وتيرة التعافي الاقتصادي في الصين ومخاوف النمو في مناطق أخرى. وتوازياً مع تراجع المخاوف المصرفية، أدى الانخفاض المستمر في المخزونات التي تتم مراقبتها في المستودعات إلى استقرار السعر في نطاق يتراوح بين 4.00 و4.15 دولار أمريكي.
وستضطر الحسابات المالية الموجهة للعودة إلى الشراء في حالة حدوث أي اختراق تصاعدي، وذلك بعد تحوّل مركزها الصافي من أكثر من 40,000 عقد طويل الأجل في 31 يناير إلى 7,000 عقد قصير الأجل بعد سبعة أسابيع.
تحذير حول الصناديق المتداولة في البورصة
وقال التقرير: "نخصص عادة الكثير من الوقت للصناديق المتداولة في البورصة، فهي منتجات لا يفهمها المستثمرون دائماً ولديها قدرة محدودة على تتبع أداء الأداة المحددة بمرور الوقت، ومن الأفضل عدم التركيز عليها أو استخدامها حصراً في استراتيجيات التداول قصيرة الأمد".