يأتي رمضان ويذهب وتمر أيامه ولياليه علينا سريعة كلمح البصر.
ومع مرور السنوات والتقدم في وسائل التقنية والاتصالات، الذي طغى على مظاهر الحياة وتعاملات البشر بشكل عام إلا أن شهر رمضان يعيدنا لإحياء الكثير من مظاهره المهمة التي لا تغيب ولا تندثر ولا تتغير من حيث العادات والتقاليد والأكلات الرمضانية والزيارات الأسرية والتجمعات العائلية، ويوم القرقيعان الذي له احتفالية شعبية خاصة، من حيث أداء الأناشيد والأهازيج وتجهيزات الحلويات والملابس التراثية المعبرة عن المناسبة والمشاركة المجتمعية التفاعلية وإحياء بعض الألعاب الشعبية التي تلاشت وتكثيف التجمعات الرياضية والدورات الرمضانية.
يأتي شهر رمضان ليكون فرصة كبيرة ومهمة لتقديم الشكر والتقدير والعرفان لربات البيوت على جهودهن العظيمة، وعملهن الكبير المتواصل أثناء الشهر الفضيل، وهي جهود يقمن بها خلال العام بأكمله، لكنها تتضاعف خلال الشهر الكريم.
وتقديراً لهذا الجهد الجبار، نتمنى ألا يرتبط الشكر والتقدير والثناء عليهن فقط مرتبط بعبارات نتناقلها في آخر شهر رمضان عبر مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي، بل يجب أن يقترن هدا الشكر بأفعال ملموسة ومحسوسة من خلال شكر يومي جماعي يقوم به أفراد الأسرة لربات البيوت بعد كل وجبة إفطار وسحور دون انتظار رسالة آخر الشهر المكررة والرتيبة والمعادة، وأرى أن يتشارك أفراد الأسرة جميعهم في تقديم هدية مناسبة لكل الذين تفانوا في خدمتهم من نساء الأسرة وعلى رأسهن ربة المتزل.
وذلك سيترك أثراً وتقديراً في النفس يبقى ولا يُمحى.
رمضان الذي يأتي ويذهب هو الشهر الذي يعطينا دروساً في حب القيم والفضيلة والطاعة والتعاون والتكافل والمشاركة والصلاح.