انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية الكثير من التفاصيل التعريفية والتجريبية التي تولي الأهمية البالغة وتسلّط الأضواء على عدّة أبعاد، عن إمكانيات الذكاء الاصطناعي، وقدرته الفاعلة والمتكاملة بين كل المجالات للوصول لكثير من البيانات في أقل من الوقت المتوقع في استجماع المعلومات باختلاف أزمنتها وأمكنتها.
فتباينت المواقع المتخصصة، منها ما يكتب ويجيب ويعدّل ويرسم ويترجم مع الكثير من الخدمات كالملخصات والتحليلات، وهو ما يدعو للاهتمام.
فمن المهم في البداية معرفة هذه التقنية التي تعتبر تقنية حديثة واستشرافية تعتمد على الرقمنة والحوسبة المتقدمة، التي تساعد على تطوير برامج قادرة على التعلم والتكيّف مع البيئة المحيطة بها.
وبالنظر إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في المجال الثقافي والفني، فإن هذه التقنية تقدم العديد من الفرص والمزايا التي يمكن أن تحسن هذين المجالين. تقنيا وفنيا وتعبيريا بالخصوص في المجال الفني؛ إذ يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تستطيع إنتاج أعمال فنية بشكل تلقائي، وهو ما يسمى بـ «الفن الجيني»، والذي يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لإنتاج أعمال فنية فريدة من نوعها.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الأعمال الفنية وتحديد السمات الرئيسية فيها، والتي يمكن استخدامها في تطويرأعمال فنية جديدة.
أما في المجال الثقافي، فإن الذكاء الاصطناعي يساعد في تحليل البيانات الثقافية واستشراف الاتجاهات الثقافية المستقبلية والتي يمكن استخدامها في تحديد الأولويات الثقافية وتطوير البرامج التعليمية والتثقيفية. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير منصات تفاعلية تسهل الوصول إلى المعلومات الثقافية وتوصيلها بطريقة أكثر قربا وتفعيلا ومساهمة.
إلى جانب ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير اللغة وتعلّمها، وذلك من خلال برامج التعلم الآلي التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل النصوص، وتحديد الكلمات والترجمات والأساليب اللغوية المستخدمة.
باختصار، فإن الذكاء الاصطناعي مجال شامل واستغلاله بشكل مُلم قادر على مواكبة التطورات الرقمية العالمية والاستفادة منها وتطويعها لخدمة كل القطاعات الاتصالية للتعريف بالهوية الثقافية السعودية واحتواء المواهب الجديدة واستقطاب الكثير من الشباب المهتمين بعالم الديجيتال، وتطويع معارفهم في إكساب المجال الفني والثقافي حقل واسع المدى التعريفي محليًّا ودوليًّا؛ ما يمثل فرصة كبيرة للتطور في المجال الثقافي والفني، فهو يساعد في تحليل الأعمال الفنية، وتحديد الاتجاهات الثقافية وتطوير البرامج التعليمية والتثقيفية، ومن المتوقع أن تزيد تلك الفرص وتنوّعها مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
yousifalharbi@