تطوير المواقع المائية الجديدة بمحافظة الأحساء يستهدف ضمن ما يستهدف إبراز هوية الواحة التراثية وهويتها الزراعية، على اعتبار أنها أكبر واحة زراعية في العالم، كما أكدت على ذلك منظمة «اليونسكو» الدولية، كما أن تطوير تلك المواقع يصب في تحسين وتحديث الأنشطة الترفيهية المتنوعة، وله ارتباط مباشر بتلك الهوية الزراعية الشهيرة التي تتمتع بها الواحة، حيث تحتضن أكثر من مليوني نخلة تنتج ما يقارب 15 مليون طن من أجود أنواع التمور سنويًّا، وقد ساهم ذلك في تصدير المملكة التمور على مستوى عالمي، كما أن المركز الوطني للنخيل والتمور بالواحة حصل مؤخرًا على المركز الأول عالميًّا في تصدير تلك السلعة الغذائية الإستراتيجية، حيث تم تصديرها إلى أكثر من 113 دولة، وتتميّز الواحة، كما هو معروف، بتنوّعها الجغرافي، حيث تقع بالقرب من ضفاف مياه الخليج العربي.
وقد أهَّلها هذا التميُّز لتغدو محطة تجارية هامة للعديد من القوافل القديمة إلى أن تحوَّلت إلى موقع مهم لتجارة وبيع التمور وسوق للقادمين من دول آسيا والقرن الأفريقي، وإزاء ذلك، جاء الاهتمام بتطوير كافة مواقعها المائية انسجامًا مع أهمية موقعها الإستراتيجي وتوصية منتدى الأحساء الأخير باعتماد الواحة مركزًا حيويًّا للخدمات اللوجستية المتنوعة؛ لاسيما أن ارتباطها بين شرق وغرب المملكة ودول الخليج خوَّلها التحول إلى مركز لوجستي عالمي، وتؤكد كافة المؤشرات أن الأحساء تحوَّلت، بفضل الله، ثم بدعم قيادة المملكة الرشيدة - أيَّدها الله - إلى نقطة جذب سياحي، فتطوير تلك المواقع ضمن تطويرها الشمولي له أثره البالغ في زيادة عدد السياح من جانب، والمساهمة الفاعلة في دعم الاقتصاد الوطني بالمملكة من جانب آخر، وتوفير فرص عمل لأبناء وبنات المحافظة بشكل مباشر.
[email protected]