دق خبراء في مجال الطيران وخبراء معنيون بالصناعة ناقوس الخطر من نقص محتمل في سعة طائرات الركاب وما يترتب على ذلك من زيادة في أسعار السفر الجوي، كما يأتي هذا التحذير وسط الاضطرابات المتصاعدة، وزيادة التأخير في إنتاج وتسليم الطائرات الجديدة، وارتفاع تكاليف التشغيل وارتفاع توظيف القوى العاملة، وفق ما ذكر موقع آيروتايم هاب"، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
وبحسب الخبراء، يمكن أن تُعزى هذه التحديات إلى خسارة الأحجام الكبيرة في سعة الطائرات التجارية، حيث تكافح الشركات المصنعة الرائدة مثل "بوينج" و"إيرباص" لتلبية الطلبات المتراكمة لطرازات الطائرات ذات الممر الواحد والممر المزدوج التي تم اختيارها لتحل محل الطائرات ذات السعات التخزينية الأرضية مثل "بوينج 737 ماكس".
ووفقًا لمصنعي الطائرات، لا تزال شحنات الطائرات ضيقة البدن أقل بنسبة 40٪ من أرقام ما قبل كوفيد، ويرجع ذلك أساسًا إلى استمرار اضطرابات في سلسلة التوريد. ومن المرجح أن يستغرق الأمر 3-4 سنوات أخرى للوصول إلى مستوى 2018 بسبب جميع تحديات سلسلة التوريد.
وتشير التوقعات للعامين المقبلين إلى أن قطاع الطيران التجاري سيستمر في مواجهة تحديات في قدراته إذا لم تتم معالجة الصعوبات المتصاعدة في سلسلة التوريد في الوقت المناسب وبشكل فعال.
ومن ثم، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران نظرًا لأن العدد المتزايد من الركاب سيواجه أوقاتًا صعبة في ظل سعة محدودة، تكمن في توسع الطلب أضعاف العرض.
وفي ظل ذلك، يطالب البعض بزيادة أسعار السفر الجوي عن طريق زيادة تكاليف الإيجار للطائرات المتوسطة.
وتشير الأرقام المتاحة إلى أن تكاليف إيجار الطائرات، وخاصة طائرات عائلة A320 من طراز إيرباص وطائرة بوينج 737 NG، ارتفعت بهامش 30٪ تقريبًا مقارنة بأسعار عام 2019.
وفي ذلك الصدد، يستغل مؤجروا الطائرات النقص المستمر في الطائرات لزيادة إيراداتهم. وفي عام 2020، ارتفع سعر الإيجار لطائرة إيرباص A320neo بأكثر من 14٪ شهريًا، ليصل إلى أعلى سعر مسجل منذ العام الذي سبق الوباء.
وارتفعت تكلفة تأجير طائرة 737 ماكس جديدة بأكثر من 20٪ في نفس الفترة، مما يجعل من الصعب على شركات الطيران التي تواجه مشكلات في السعة استئجار مثل هذه الطائرات.
وبالتالي، لن يكون أمام شركات الطيران خيار آخر سوى زيادة أسعار التذاكر لتعويض النفقات الهائلة في سعة التأجير.
وبصرف النظر عن مشكللت سلسلة التوريد والتأجير، فإن زيادة تكاليف التمويل، المدفوعة بالتضخم المرتفع، جعلت من الصعب على العديد من شركات الطيران معالجة النقص في السعة.
