توقع تقرير حديث، ارتفاع أسعار خام برنت فوق مستوى 90 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من العام الجاري 2023، مع تعزز انتعاش الطلب الصيني في أعقاب كوفيد-19، وظهور مشاكل النفط الصخري الأمريكي بصورة واضحة.
وأوضح التقرير صادر من «جدوى للاستثمار»، أن النفط، تعرض إلى جانب معظم الأصول الخطرة، لضربة كبيرة نتيجة الاضطرابات التي حدثت في القطاع المصرفي في الولايات المتحدة وأوروبا، في أعقاب انهيار أو إنقاذ مجموعة من البنوك الأمريكية، والاستحواذ الإجباري على بنك كريدي سويس، وهبطت أسعار خام برنت، الذي بقي يتداول في نطاق 80 إلى 90 دولاراً للبرميل منذ بداية العام، إلى 72 دولاراً للبرميل في أواخر مارس، مع اندلاع الأزمة.
مخاوف أوبك
وأشار إلى أن تحالف أوبك وشركائها استجاب بقوة، وجاء إعلانهم في مطلع أبريل بخفض الإنتاج بنحو 1,16 مليون برميل يومياً ابتداءً من مايو، موضحا أن هذا الإعلان، الذي فاجأ الأسواق، أدى إلى ارتفاع أسعار خام برنت بنسبة 5 %.
وقال التقرير، إن هذا الخفض يعكس مخاوف أوبك بشأن الآفاق المستقبلية للولايات المتحدة، حيث يتوقع أن تؤثر الارتفاعات المتعددة في أسعار الفائدة على النشاط الاقتصادي، إلا أنه توقع، أن تؤدي هذه المخاوف، لتقليل التأثير المرتقب للنهضة الاقتصادية في الصين ما بعد جائحة كوفيد، والتي يفترض أن تؤدي إلى تعزيز الطلب على النفط، مع توسع النشاط من المستهلك إلى التصنيع والاستثمار.
إمدادات روسيا وأمريكا
وتطرق التقرير كذلك، إلى عدم اليقين، الذي يكتنف الإمدادات من روسيا والولايات المتحدة، إذ لم لم تواجه الأولى مشكلة كبيرة في العثور على مشترين لصادراتها من النفط الخام (وإن كان ذلك بتخفيضات كبيرة)، لكنها تكافح الآن لطرح جميع صادرات منتجاتها.
من ناحية أخرى، يتعين على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة التعامل مع ارتفاع كبير في تكلفة رأس المال، والتداعيات المحتملة من الأزمة المصرفية الأمريكية.
نمو الطلب في الصين
وعن الوضع في الصين، قال التقرير، إن رفع القيود المتصلة بكوفيد-19 ، أدى إلى تحرير الطلب الكبير المكبوت، أظهرت البيانات بشأن الطلب بعد تخفيف القيود، أن طلب الصين الكلي على النفط ارتفع في يناير بنحو 800 ألف برميل يومياً مقارنة بالعام السابق.
لكن، هذه البيانات تخفي تباينات كبيرة في مختلف الشرائح، إذ ارتفع الطلب على وقود الطائرات مع سعي العائلات إلى السفر عبر البلاد للقاء أقاربهم، بل وللسفر إلى الخارج.
وهناك أيضاً طلب قوي على النافتا، التي تعتبر اللقيم الرئيسي لصناعة البتروكيماويات، لكن (بحسب التقرير) الطلب على الأنواع الأخرى من الوقود بقي ضعيفاً، متوقعا أن هذا الأمر سيتغير، لأن قطاع الصناعة في الصين يشهد تحولاً نحو وضع التوسع كما أن السلطات تواصل تقديم دعم مالي (محدود) إلى قطاع العقارات الرئيسي.
وباختصار، فإن الطلب على النفط في الصين سيصبح أوسع وأعمق مع تقدم العام
الطلب على النفط في 2024
وأكد التقرير في مجمله أن تلك العوامل مجتمعة، تشير إلى أن سوق النفط سيصبح محكماً بشدة خلال العام، موضحا أن هذا الإحكام سيتيح لمتوسط أسعار خام برنت أن يرتفع إلى 90 دولاراً للبرميل، متوقعا أن تبقى المخاطر متوازنة على نطاق واسع.
كما توقع تسارع الطلب في عام 2024، مستطردا: لكن أوبك يتوقع أن تستفيد كذلك من هذا الطلب بزيادة الإنتاج، لذا نتوقع أن تتراجع أسعار خام برنت قليلاً إلى 87 دولاراً للبرميل العام المقبل.
