تشهد سوق الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تقلباً شديداً، حيث تراجعت الأسعار خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها في 30 شهرًا، متجاوزة بالكاد 2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (mmBtu) للمرة الثانية هذا العام. ومنذ بداية العام الجاري انهارت العقود الآجلة للغاز الأمريكي بنحو 50٪، وهو انخفاض قياسي للربع الأول من العام، بسبب ارتفاع الإنتاج والطقس المعتدل، مما أبقى الطلب على غاز التدفئة منخفضًا وسمح للمستودعات بتخزين كميات أكبر من الغاز.
وفي الوقت نفسه، فإن كمية الغاز في المستودعات في الولايات المتحدة باتت أعلى بنحو 21٪ من المعتاد في هذا الوقت من العام، وهذا الفائض سيجعل هناك وفرة في مخزونات الولايات المتحدة لتصل إلى مستويات قياسية قبل موسم التدفئة في الشتاء المقبل.
في ضوء ذلك، قلل كبار منتجي الغاز من أعمال الحفر. لكن الغاز الثانوي الناتج عن التنقيب على النفط سيستمر في الارتفاع في أكبر حقول النفط الصخري.
وقال جاك روسو، العضو المنتدب في شركة الأبحاث " كليرفيو إنرجي بارتنرز": "من غير المرجح أن ينخفض هذا الإنتاج في ظل أسعار النفط الحالية".
سجل حوض بيرميان في تكساس ونيو مكسيكو، أكبر حقل صخري في أمريكا، مستويات قياسية شهرية في إنتاج النفط هذا العام، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية(EIA) . كما ارتفع انتاج الغاز من منطقة بيرميان إلى مستويات قياسية في كل شهر هذا العام.
لذلك، ورغم انخفاض العقود الآجلة للغاز الأمريكي بنسبة 50٪ في الربع الأول من عام 2023، عند 2.22 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، فإن هذه الأسعار ليست منخفضة بما يكفي لمنع مكاسب الإنتاج، كما يقول المحللون.
قال ستيفن إليس، المحلل الاستراتيجي للطاقة: "لا يزال إنتاج الغاز في الولايات المتحدة في طريقه للوصول إلى 100.67 مليار قدم مكعب يوميا هذا العام، ارتفاعا من 98.09 مليار قدم مكعب يوميا في العام الماضي".
سيتراجع الاستخدام المتوقع للغاز في الولايات المتحدة، بما في ذلك الصادرات، إلى 107.3 مليار قدم مكعب في اليوم هذا العام من 107.4 مليار قدم مكعب في اليوم العام الماضي، بسبب الانخفاضات المتوقعة في الاستهلاك المحلي.
يأتي هذا الانخفاض في الاستخدام على الرغم من الزيادة المتوقعة بنسبة 14 ٪ في صادرات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بعدما عاد مصنع تصدير فريبورت للغاز الطبيعي المسال في تكساس إلى الإنتاج بعد انقطاع دام ثمانية أشهر.
وعند التشغيل بكامل طاقته، يستهلك فريبورت للغاز الطبيعي المسال، الذي أغلق بعد حريق في يونيو 2022، حوالي 2٪ من إجمالي إمدادات الغاز الأمريكية.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار الغاز ، فإن الحفارات الأمريكية البالغة 160 حفارًا تسعى للحصول على الغاز بنسبة 16٪ مقارنة بالعام الماضي.
كما أن إنتاج الغاز في حقول هاينزفيل في أركنساس ولويزيانا وتكساس، في طريقها أيضًا للوصول إلى مستويات عالية جديدة في مارس وأبريل، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.
ومن المتوقع أن يؤدي الخفض المفاجئ للإنتاج من قبل أعضاء أوبك بلس إلى ارتفاع أسعار البنزين قبيل موسم الصيف .
وأوضح فيل فلين، كبير المحللين في شركة "برايس فيوتشرز جروب" الأمر بقوله: "إن التخفيضات التي تصل إلى 1.15 مليون برميل يوميًا قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين بما لا يقل عن 26 سنتًا". وبلغ متوسط سعر البنزين العادي 3.50 دولارًا تقريبًا.
وتقول شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أنه إذا صمدت توقعات فلين، فقد يعني ذلك أن أسعار البنزين سترتفع فوق 4 دولارات للجالون مع اقتراب فصل الصيف.
وارتفعت أسعار النفط الأمريكي فوق 80 دولارًا للبرميل على خلفية التطورات القادمة من أوبك بلس. وأشار فلين إلى أن الأسعار سترتفع بين 10 و15 سنتًا بالصيف.