تثير الاتهامات الموجّهة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي يستعدّ للترشح للرئاسة عديدًا من الأسئلة المتعلقة بمستقبله السياسي، خاصة إكمال مشوراه للتنافس مرة أخرى من أجل العودة إلى البيت الأبيض. يرى محلّلون في عدة قنوات ومواقع أمريكية أنه لا يوجد ما يمنع ترامب من استكمال حملته الرئاسية أو الفوز في الانتخابات، إذ لا يزال غير مذنب ولن تخرجه المحاكمة تلقائيًا من حملة الرئاسة، قانونيًا على الأقل، ويحتمل أن تتسبب التحقيقات والجلسات في الإضرار بحظوظه في الفوز.
خيار البراءة
مهما كان الحكم الذي سيصدر وهو ما يتوقع أن يتأخر لما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر 2024 فهناك خيار البراءة، ولكن إن تحققت الإدانة فإنه سيواجه خيار الذهاب إلى السجن أو دفع غرامة أو الحصول على حكم مع وقف التنفيذ، ليصبح حينها أول رئيس أمريكي يتعرض للإدانة أو الحكم بالسجن. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيخرج تلقائيًا من سباق الرئاسة بمجرد الإدانة، أو أنه سيترك المكتب البيضاوي بعدها حال صدر الحكم بعد فوزه بالانتخابات.
الإجابة الواضحة
مجلة «تايم» الأمريكية أوردت في تقرير لها، أنه لا توجد إجابة واضحة وفقًا لخبراء في الدستور. ونقلت عن كين جورملي، أستاذ القانون في جامعة «دوكين» قوله إن هذه «منطقة مجهولة»، إذ لا يعرف أحد ما سيحدث لهذه القضية، أو القضايا الأخرى ضد ترامب إذا فاز بالانتخابات. ويضيف: أعتقد أننا سنواجه أزمة دستورية على أعلى مستوى، حتى أكبر من «ووترجيت».
أسئلة قانونية
وقال خبراء قانونيون لشبكة «سي إن إن»، القضية التي رفعها المدعون العامون في محكمة مانهاتن ضد الرئيس السابق بتهمة التزوير المزعوم لسجلات تجارية لإخفاء مدفوعات الأموال المتعلقة بحملة عام 2016، تطرح أسئلة قانونية جديدة تجعل الملاحقة القضائية محفوفة بالمخاطر، ولكنها ليست مستحيلة. وقالت شيريل، المدعية الفيدرالية السابقة التي تدرس الآن القانون الجنائي والإجراءات الجنائية في كلية الحقوق بجامعة فوردهام: «هناك بعض المخاطر والتعقيدات، لكنني أعتقد أيضًا أن هناك طريقًا للإدانة». وادعى على ترامب بـ34 تهمة تزوير سجلات تجارية، وهي في ظاهرها ادعاء واضح إلى حد ما.
النظرية الجديدة
المدعون العامون ليسوا ملزمين بإظهار أيديهم في هذه المرحلة من الإجراءات، ويوجد حد أدنى من المتطلبات لما يجب أن تنص عليه لائحة الاتهام، لكن بالنظر إلى المخاطر الضخمة للقضية وما يبدو أنها تستند إلى نظرية جديدة لتوجيه تهم جنائية، يقول النقاد إنه كان من الأفضل تقديم مزيد من التفاصيل للجمهور. إن مقاضاة صمت الأموال في مانهاتن ليست المصدر الوحيد للخطر القانوني للرئيس السابق والمرشح الجمهوري الرائد في البيت الأبيض لعام 2024.
تحقيق خاص
في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، قد يواجه ترامب تُهمًا جنائية في جورجيا، ناجمة عن تحقيق خاص لهيئة المحلفين الكبرى في محاولاته لتقويض انتخابات 2020. يقود التحقيقان أمام هيئة محلفين اتحادية كبرى بقيادة المستشار الخاص جاك سميث، أحدهما يركز على مزاعم تخريب انتخابات عام 2020 والآخر يتعلق بوثائق البيت الأبيض التي نُقلت إلى مارا إيه لاغو، ويمثلان أيضًا خطرًا قانونيًا كبيرًا على ترامب.
«عائلة سيمبسون»
«نيويورك بوست» تطرقت لموضوع المحاكمة الشهيرة للرئيس السابق من منطلق مختلف وهو ما تناوله مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم عن توقع المسلسل الشهير «عائلة سيمبسون» الذي عُرف عنه توقعه بطريقة أو بأخرى بأبرز الأحداث عبر التاريخ. وقالت الصحيفة في أحد مواضيعها التي كتبها المحرر بن كوست، إنه في محور محفز على الجروح، ويختم بروكمان المقطع بالإعلان عن اعتقال الرئيس، وهو ما اعتبره محبو العمل أنه أكثر التكهنات بصيرة حتى الآن، فكيف لمسلسل أن يتخيل وقبل أكثر من 30 عامًا ما يشكّل العناوين الرئيسية للأخبار اليوم.