* شاهد الصحابي الجليل، جابر بن عبدالله ضمور بطن النبي «عليه الصلاة والسلام» وصحابته الكرام عند حفر الخندق، وهم قرابة الـ١٠٠٠ رجل، فدعاهم إلى بيته على قدر يسير من الطعام، وببركة النبي «عليه الصلاة والسلام»، كفت تلك المائدة البسيطة سائر القوم.
* والمتأمل لما نحظى به من نعمة، عبر توافر العديد من أصناف الطعام والموائد المختلفة، في كل يوم من أيام هذا الشهر الكريم، ليجد أننا بحاجة لشكر رب العالمين على أن يسَّر لنا ذلك، وسهَّله لنا، فبالشكر تزيد النِّعَم، قال «جل وعلا»: (لئن شكرتم لأزيدنكم)، وقال علي «رضي الله عنه»: النعمة موصولة بالشكر، والشكر متعلِّق بالمزيد، وهما مقرونان في قرن، ولن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد.
* وكما أن الشكر طريق لتدفق النعمة على العبد، فإن الشكر كذلك طريق لرضا ربه عنه، قال رسول الله: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها).
* وهو وصية الله لمعاذ وللأمة من بعده، حيث قال «عليه الصلاة والسلام»: (يا مُعَاذُ قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قال: إنِّي أُحِبُّكَ قُلْتُ: وأنا واللهِ، قال: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ تقولُها في دُبُرِ كلِّ صَلاتِكَ قُلْتُ: نَعَمْ، قال: قُلْ: اللهمَّ أَعِنِّي على ذكرِكَ وشُكْرِكَ، وحُسْنِ عِبادَتِكَ)، فاللهم أعنّا على ذلك، ووفّقنا إليه وأدم علينا، نعمك وفضلك.
قال الخطيب:
الشُّكرُ للهِ في بدْءٍ ومُخْتَتَم
فالله أكرَمُ من أعْطى ومَنْ وَهَبا
@azmani21