ها نحن في منتصف شهر رمضان المبارك، وما زالت المسلسلات التليفزيونية تعجُّ بها القنوات الفضائية، وكأنه لا يوجد لهؤلاء المنتجين وقت لعرض أعمالهم سوى في شهر القيام والصيام، هذا المخزون الهائل من المسلسلات يُكدَّس في أستوديوهات التلفزة لعدة شهور لكي يعرضوا أعمالهم في رمضان؛ لإشغال الصائمين عن طاعة الرحمن، وللأسف أن البعض من متابعي تلك الدراما يتقاعسون عن أداء واجباتهم الدينية؛ لجلوسهم المطوَّل أمام شاشات التلفاز، وهذا أسلوب مضر للصحة، ومضيعة للوقت دون فائدة تُذكَر، ويجب علينا استغلال شهرنا الفضيل بأفضل الطرق لكسب الحسنات ومساعدة المحتاجين.
وأما تلك القنوات فلا يهمها سوى ما في جيبك؛ لأنهم اعتادوا في كل سنة على نشر أعمالهم الدرامية في أول أيام شهر الصيام، وأعدوا جدولة مطوَّلة لنشر تلك البرامج تحت شعار «رمضان يجمعنا»، متى يعي منتجو تلك الدراما أن شهر رمضان ليس للتسلية والترفيه، وليس لضياع الوقت بقدر الاستشعار بقيمة هذه الشعيرة العظيمة التي فرضها الله علينا كمسلمين، شهر فيه لَيْلَةُ الْقَدْرِ، خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، والعتق من النيران، وحتى السواد الأكثر من الناس يرفضون ما يقوم به صُنّاع الدراما، ويؤمنون بأن وقت عرض تلك المسلسلات في رمضان ما هو إلا لتشتيت العقول، وضياع الوقت والأموال، وهنالك فئات من المشاهدين يحرصون على شراء أفلامهم من خلال تطبيقات الأجهزة الذكية، سواء بالإيجار أو التملك، بحجة ما يسمّى أنها أفلام حصرية تمتاز بجودةٍ عاليةٍ، ودقةٍ فائقة الوضوح، وهناك فئات تحرص على متابعة القنوات الدينية المخصصة، وهي قنوات معتدلة تبث محتوى هادفًا يشمل القنوات الدينية والثقافية والأدبية، وتلامس خصوصية الشهر الكريم، وتوعي المجتمع والأسرة لما فيه الصلاح وتهذيب للأخلاقيات الاجتماعية، والحفاظ على الهوية الإسلامية في شهر الغفران، وخير الناس مَن دلّ طريقه في خضم هذه البرامج المكدسة واختاروا ما يناسبهم للحفاظ على المبادئ المعتدلة دون تكليف.
@n9n2m