أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، بيانها الختامي، بعد اجتماعها الاستثنائي، اليوم السبت، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، بناء على طلب فلسطين والأردن، وبالتنسيق والتشاور مع المملكة العربية السعودية رئيس القمة الإسلامية الحالية ورئيس اللجنة التنفيذية، في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة.
وأكد البيان، الطابع المركزي لقضية فلسطين وفي القلب منها القدس الشريف ومقدساتها، بالنسبة للأمة الإسلامية، وارتباط المسلمين الأبدي في جميع أرجاء العالم بالمسجد الأقصى، مؤكدا الهوية العربية والإسلامية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين.
اقتحام المسجد الأقصى
دان البيان، بأشد العبارات التصعيد الخطير لقوات الاحتلال الاسرائيلي والمستعمرين الإرهابيين باقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان بشكل متكرر، والتي وصلت في ليلة 14 من رمضان للاعتداء الوحشي على المصلين والمعتكفين في باحاته أثناء تأدية صلاتهم ومناسكهم، بما فيهم النساء والأطفال، وأدت إلى إصابة واعتقال المئات، وألحقت اضراراً بالمصلى القبلي.
وحذر البيان من عواقب استمرار تطاول سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومسؤوليها والمستعمرين الإرهابيين على حرمة المسجد، بما فيها الاستفزازات والإساءات المستمرة والاعتداءات والاقتحامات اليومية الخطيرة، في خرق جسيم للقانون الدولي وعبث غير مسبوق بالوضع التاريخي والقانوني القائم، وفي محاولة لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، مؤكدا أن الاحتلال الاسرائيلي ليس له أي سيادة على أي جزء من المسجد الأقصى.
البرلمانيون العرب يطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة للدفاع عن #القدس و #الأقصى
https://t.co/FTKtPId94a #اليوم pic.twitter.com/BGjbbbMpfw— صحيفة اليوم (@alyaum) February 12, 2023
حكومة إسرائيل العنصرية
حملت المنظمة، إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مسؤولية ما سينتج من عواقب نتيجة التصرفات الاستفزازية الخطيرة التي تنتهجها الحكومة العنصرية بمواصلة سعيها، من خلال الاعتداءات الوحشية المنهجية والاستفزاز المتعمد والتحريض المتكرر، إلى تأجيج الوضع وإثارة مواجهة دينية لا يحمد عقباها.
وحذرت من انعكاس ذلك على الأمن والسلم الدوليين، داعية المجتمع الدولي، تحديداً مجلس الامن الدولي، بصفته المسؤول عن صون السلم والأمن الدوليين، إلى تحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لاتخاذ ما يلزم من اجراءات لردع ووقف التصعيد الإسرائيلي الخطير ومعه الإجراءات والسياسات غير القانونية والاستفزازية الأخرى التي تمس بمدينة القدس المحتلة وحرمة المسجد الأقصى المبارك، دون انتقائية أو ازدواجية بالمعايير.
تحية للمقدسيين
ثمنت المنظمة، مواقف الدول التي عبرت عن رفضها وادانتها للاقتحامات الإسرائيلية الاستفزازية والعدوانية للمسجد الأقصى المبارك، داعية إياها لاتخاذ خطوات عملية، بما فيها فرض عقوبات على النظام الاستعماري الإسرائيلي، مشددة على مسؤولية الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف على وجوب مسائلة ومحاسبة إسرائيل.
ووجهت تحية إعزاز وإكبار لأبناء الشعب الفلسطيني المقدسيين الصامدين في مدينة القدس، مؤكدة أن الإجراءات التي اتخذتها أو تنوي اتخاذها سلطات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي والتي تتوخى منها تغيير طابع ومركز المدينة القانوني أو تركيبتها الديموغرافية، لاغية وباطلة ولا أثر قانوني لها.
هوية القدس عربية
أكدت على الوصاية الهاشمية الأردنية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وأهمية دور لجنة القدس برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، في التصدي للسياسات الخطيرة التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف لتغيير هوية المدينة ووضعها القانوني.
ودعت الدول الأعضاء في المنظمة، والأمانة العامة للمنظمة، إلى التحرك العاجل للتصدي للاعتداءات الخطيرة وتفعيل الآليات المنصوص عليها في قراراتها ذات الصلة للتحرك على كل المستويات، مؤكدة على طلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومدينة القدس الشريف المحتلة ومقدساتها.
الاعتداء الإسرائيلي على القدس
أكدت مجدداً، أهمية مواصلة التنسيق والتعاون فيما بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي من أجل حماية مدينة القدس المحتلة من السياسات والاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة، داعية مجموعة سفراء منظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك ونقل مضامين البيان إلى عواصم الدول المؤثرة حول العالم.
ودعت المجموعة الاسلامية في المنظمات الدولية ذات الصلة، إلى التحرك ومباشرة المشاورات والإجراءات اللازمة لمواجهة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة في مدينة القدس المحتلة، مؤكدة مواصلة متابعتها للتطورات المتعلقة بمدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، واتخاذ الخطوات المناسبة.