تلعب الكثير من القضايا المرتبطة بالشأن الداخلي الأمريكي دورًا رئيسيًا لحسم قرار الناخبين في تحديد الفائز بـ انتخابات الرئاسة، وأهمها بالتأكيد ما طفا على السطح من عنف مسلح.
الرئيس الحالي جو بايدن عبر خطاباته يريد الاستعانة بملف تزايد العنف وضحايا إطلاق النار وما يلتقي مع ذلك من قوانين حيازة الأسلحة، وانتماؤه للحزب الديمقراطي يجعله يرغب في الضغط بالجانب الذي يؤثر على هذه القوانين بصورة تقنن قدرة المواطنين على حيازة الأسلحة بالتالي انخفاض فرص حدوث هذه الجرائم.
بالمقابل يرى الحزب الجمهوري أن حيازة الأسلحة حق دستوري وضرورة لا ينبغي التدخل فيها لعدة اعتبارات مرتبطة بقناعات الحزب والمنتمين إليه، فما يحصل من عنف متزايد يرتبط بفشل سياسات الرئيس الحالي وليس بقوانين الحيازة.
ارتفاع الضغوط
يشير بعض الخبراء أيضا إلى ارتفاع ضغوط الحياة، بشكل عام نتيجة للوباء، لا سيما المصاعب المتعلقة بالتمويل، التوظيف، الأسرة، والعلاقات الاجتماعية.
تقول جاكلين شيلدكراوت، المديرة التنفيذية للاتحاد الإقليمي لأبحاث عنف السلاح في معهد «روكفلر» الحكومي غير الحزبي، إن هذه القضايا يمكن أن تدفع بعض الناس إلى «التصرف أو الرد بعنف».
وتشير تقارير أخرى إلى أن ما يقرب من 93% من المهاجمين تعاملوا وفقا لدوافع شخصية، سواء كانت طلاقا أو مشاكل صحية أو في المدرسة والعمل، وأن 10% من المهاجمين - الذين كانوا وراء أحداث أسفرت عن ضحايا جماعية - بين عامي 2016 و2020 ماتوا منتحرين.
عدد قياسي
«سي إن إن» لفتت إلى مقال كتبه ديدرمك فيليبس، أوضح فيه أن هناك عددًا قياسيًا من الأشخاص قتلوا بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة، ويشير بحث جديد إلى أن إطلاق النار أصبح أكثر فتكا أيضا.
ويموت معظم ضحايا الإصابات القاتلة بالأسلحة النارية في مكان الحادثة، قبل أن يتلقوا العلاج، لكن هذا أصبح شائعا بشكل متزايد على مدى العقدين الماضيين.
فحوالي 57% من الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية في عام 2021 حدثت في مكان الاعتداء، بزيادة 9% منذ عام 1999، وفقا لرسالة بحثية نشرت يوم الأربعاء في مجلة JAMA Surgery.
العامل الرئيسي
وفي سياق التحليل أعلاه، استخدم الباحثون بيانات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها واستبعدوا حالات الانتحار وغيرها من إصابات الأسلحة النارية الذاتية.
يقول الخبراء، إن التحول في نوع الأسلحة النارية التي يتم شراؤها واستخدامها هو عامل رئيسي يجعل عمليات إطلاق النار أكثر فتكا.
تظهر البيانات الفيدرالية أن المسدسات هي أكثر أسلحة القتل شيوعا، وتستخدم في أكثر من نصف جميع جرائم القتل التي تنطوي على أسلحة نارية. لكن البنادق، مثل AR-15، أصبحت أكثر استخداما.
الفردية المفرطة
«انديانا كابتل شرونكيل» في مقال كتبه مايكل ليبيرت نوهت عن تقارير تصف العنف المسلح بأنه «فردية مفرطة»، وأنه على الرغم من أن هذا يتخلل الكثير من سياسة وثقافة الشعب الأمريكي في الوقت الحالي، إلا أنه يتجلى فيما يسمى «معارك البندقية»، وأن المؤيدين للسلاح يحاولون تجنب قول أشياء مثل «عدد القتلى» خاصة مصنعي الأسلحة والمستفيدين من تجارتها.
من جانبها، ذكرت «سي بي إس» في مقال لـ «سمرينق سنق»، إن هنالك دراسة جديدة تكشف أن وفيات العنف المسلح في أمريكا قد ازدادت بمرور الوقت، مع مزيد من الضحايا في مكان إطلاق النار قبل نقلهم إلى المشافي.
وهو ما يلتقي مع تقرير نشرته مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، عن أن أغلب حوادث العنف باستخدام الأسلحة النارية من 1999 إلى 2021 كانت بسبب الاعتداءات والإصابات غير المقصودة والنية المجهولة.