اكتسبت البرامج الحوارية الفنية في رمضان شعبية كبيرة، إذ يتسابق الإعلاميون كل يوم على تقديم حلقة أكثر دسامة مما سبقها.
وأصبح صراع «الترندات» لافتا بين هذه البرامج، فتنوعت بين مواضيع جادة وجدلية، بجانب الكشف عن قصص مخفية وغير مكشوفة من حياة الضيف، واعتبر البعض مثل هذه البرامج مسيئة للضيف، فيما يراها آخرون ناجحة وتروي عطش المشاهد الذي صار يجد متعة في متابعتها خلال شهر رمضان.
تصريحات صادمة وجريئة
قال الناقد المصري علي الكشوطي، إنه يتعجب كثيرا من هذا الكم الكبير من برامج فضح الخصوصية، والتي تعتمد على إحراج الضيوف واستخراج تصريحات صادمة وجريئة للمجمتعات العربية على لسان الضيوف من الفنانين والفنانات.
وكشف الكشوطي في تصريح لـ"اليوم"، عن أن مثل هذه البرامج هي برامج مسيئة لمجال الفن والفنانين خاصة، وأنها تفضح مشكلاتهم وخصوصياتهم وتجعلها على المشاع، مما يترك لدى المشاهد انطباع سلبي حول الفنان والوسط الفني بالكامل، والعجيب في الأمر أن أغلب الفنانين والفنانات ممن يشاركون في مثل هذه البرامج هم من يعيبون على الصحافة التدخل في شؤونهم حتى على مستوى المشكلات المتعلقة بالعمل، فما بالك بفضحهم لأنفسهم أمام الشاشات.
برامج "الهارد توك"
أشار إلى أن مثل هذه التصريحات الغريبة على المجتمع والصادمة في كثير من الأحيان تُضعف من شكل الفنان ومن قوته أمام الجمهور، وبالتالي تجعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتجرؤون بشكل كبير على الفن والفنانين عبر حساباتهم الشخصية.
وأوضح الكشوطي أن "كثيرا من البرامج التي من المفترض أن تنتمي لنوعية (الهارد توك)، تخرج عن مسارها الصحيح وتتحول إلى مصاطب لتبادل الاتهامات ولفضح أطراف أخرى لا تملك الدفاع عن نفسها ولا القدرة على معرفة الرواية الأخرى التي رويها الفنان، ولكن في النهاية الخاسر الأكبر هو الفنان الذي يفضل حفنة من الدولارات على حساب مشواره الفني وتاريخه، والحقيقة أن في زمن الإنترنت والتكنولوجيا تحول تلك التصريحات إلى أرشيف وفي أحيانا كثيرة تُحرف ويتم تداولها عن أنها حقيقية".
الضيف جزء من العملية الإعلامية
اختلف سلمان المالكي مذيع أخبار القناة السعودية في رأيه مع الكشوطي، قائلا: "بشكل عام أرى بأن البرامج الحوارية هي جزء من الرسالة الإعلامية وبالتالي لا نستطيع الحكم على البرامج الحوارية بأنها نوع من التدخل في خصوصيات الضيف، حيث إن الضيف هو جزء أيضا من العملية الإعلامية وله حق الرد والحديث بما يراه مناسب ولن يكون مجبراً على البوح بخصوصياته.
وتابع: "حقيقة أرى بأن الإعلام بشكل عام بجميع فنونه ما هو إلا رسالة قد تكون إخبارية وترفيهية أو تثقيفية، وبالتالي يقع على صانعي الرسالة الإعلامية مسؤولية كبيرة في اختيار نوع الضيوف ومحاوريهم والإعداد الجيد، بما يتناسب مع السياسة العامة للقناة".
وأضاف: "اعتقد بأن البرامج الحوارية قد استحوذت على جزء كبير من اهتمامات الجمهور وأصبحت ركناً أساسياً من أركان الرسالة الإعلامية للقنوات التلفزيونية، بل حتى السوشل ميديا ونجح فيها من احترم عقلية الجمهور وقدم ببراعة وذكاء ما يريدونه".
