قال مختصون، إن ممارسة الرياضة وتجنب إصابة الرأس، وتناول القهوة، واتباع حمية البحر المتوسط يساعدان في تقليل الإصابة بمرض شلل الرعاش "باركنسون".
وأضاف المختصون في تصريحات لـ"اليوم"، بمناسبة اليوم العالمي للشلل الرعاش "باركنسون"، الموافق 11 إبريل من كل عام، أنه يمكن التحكم في أعراض المرض بالنسبة للمصابين عن طريق تناول الأدوية، أو من خلال زرع المحفز العصبي العميق في الدماغ، وتركيب مضخة الدوبامين والتي توصل الدواء مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة، وهو أحدث ما توصل له الطب في التعامل مع هذا المرض.
وقالت استشارية الأعصاب واضطرابات الحركة د. زينب عبد اللطيف العرفج، إن مرض "الباركنسون" هو مرض عصبي ناتج عن نقص الخلايا المنتجة لمادة الدوبامين في الدماغ، وينتج عن ذلك بطء في الحركة مع التصلب أو رعشة في الأطراف في (اليد أو القدم) في أثناء الراحة وهو عرض يتطور ببطئ خلال السنوات.
وأضافت أن هناك أعرضا غير حركية مثل بطئ الاستيعاب، ومشكلات في النوم، والإمساك، والدوخة في أثناء القيام، والاكتئاب والقلق، واحتباس البول أو عدم التحكم به، وأعراض الهلوسة والشعور بعدم التوازن في المراحل المتقدمة من المرض.
#صحيفة_اليوم | #منوعات_اليوم#الطب يلجأ إلى #الذكاء_الاصطناعي لمساعدة مليون مصاب بـ «#باركنسون» https://t.co/a7eUYDaIno pic.twitter.com/fQlM12bImn— صحيفة اليوم (@alyaum) March 11, 2020
التعايش مع "باركنسون"
أكدت العرفج، أن التعايش مع مرض "باركنسون" على مدار العمر تجربة فريدة لكل شخص، نظرًا لاختلاف الأعراض من شخص لآخر، إذ لا يمكن للشخص أو الطبيب التنبؤ بالأعراض المتوقع أن تصاب بها، ومتى ستصاب بها أو مدى شدتها، على الرغم من وجود مسارات واسعة من التشابه بين الأفراد المصابين بالشلل الدماغي مع تقدم المرض، فليس هناك ما يضمن أنك ستختبر ما تراه في الآخرين.
وأشارت إلى أن السبب وراء مرض "باركنسون" غير معروف، ولكن يبدو أن هناك عدة عوامل لها دور في ذلك، وتشمل: الجينات إذ اكتشف الباحثون تغيرات جينية محدّدة ربما تسبب حدوث مرض "باركنسون"، ولكنها غير شائعة باستثناء حالات نادرة يُصاب فيها العديد من أفراد العائلة بالمرض، بالإضافة إلى العوامل البيئية إذ قد يزيد التعرُّض لمواد سامة محددة أو عوامل بيئية من خطر الإصابة بالمراحل المتأخرة من مرض "باركنسون" لكنه خطر بسيط.
جُسيمات ليوي
بيّنت استشارية الأعصاب واضطرابات الحركة، أن الباحثون رصدوا حدوث العديد من التغيُّرات في أدمغة المصابين بمرض "باركنسون"، على الرغم من عدم وضوح سبب هذه التغيُّرات، وتتضمن تلك التغيُّرات وجود جُسيمات ليوي بوجود كُتل لمواد مُحدَّدة في خلايا الدماغ هي علامات مجهرية لوجود المرض، وتُسمَّى جُسيمات ليوي، ويعتقد الباحثون أن هذه الجسيمات تحمل مفتاحًا هامًّا للسبب وراء مرض باركنسون، بجانب وجود "ألفا سينوكلين" وهو البروتين الطبيعي إذ يتواجد في جميع جُسيمات ليوي على هيئة تكتُّلات تعجز الخلايا عن تكسيرها، هو ما يشغل الباحثين والمتخصصين في الوقت الحالي عن مرض باركنسون.
وذكرت العرفج، أن عوامل الخطر تتمثل في العمر، إذ تزيد فرصة الإصابة بالمرض بعد عمر الـ60، أو الانتقال من من خلال الوراثة فوجود أحد من أفراد الأسرة مصاب يزيد من احتماليه الإصابة به، وكذلك التعرض للسموم وبعض العلاجات، لافتة إلى أنه يتم تشخيص مرض "الباركنسون" إكلينكيًا (سريرًا)، نظرًا لعدم وجود تحليل معين أو فحص دقيق لإثبات المرض، ويتم علاج المرض بالأدوية لتقليل حركة "باركنسون" وأعراض عدم الحركة، مما يجعل من الممكن للناس أن يعيشوا حياة مُرضية ومنتجة لسنوات عديدة، وفي الحالات المتطورة توجد الحلول الجراحية كمضخة الديودوبا والتحفيز العميق للمخ (دى بي إس).
شلل الرعاش.. 8 أعراض و6 مضاعفات و«الحالة النفسية» كلمة السر https://t.co/gvH30wxQLr #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) October 25, 2022
"باركنسون" لا يسبب الوفاة
قالت العرفج، إنه لا يوجد علاج شافي أو وقائي من المرض، ولكن أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة بجميع أنواعها، مع تجنب إصابة الرأس، وتناول القهوة، واتباع حمية البحر المتوسط قد تقلل من الإصابة بالمرض، مؤكدة أن "باركنسون" لا يؤثر على حياة المريض ولا يتسبب في وفاته، إذ إن معظم الأشخاص المصابين به لديهم الآن متوسط عمر طبيعي أو شبه طبيعي.
وألقت الضوء على أبرز الشخصيات من المشاهير المصابة بمرض الشلل الرعاش "باركنسون" ومنهم مايكل جي فوكس، والملاكم الراحل محمد علي كلاي، والراحل ياسر عرفات والراحل روبن ويليمز.
يصيب الرجال أكثر من النساء
من جانبه، قال استشاري المخ والأعصاب والصرع د. محمد الشريم، إن الشلل الرعاش "باركنسون" هو مرض ضموري عصبي يصيب الرجال أكثر من النساء وتزداد نسبة الإصابة مع تقدم العمر، مشيرا إلى أن معظم الحالات لا يكون هناك سببًا واضحًا للإصابة بالمرض، وبعض الحالات قد تكون بسبب تناول الأدوية أو التعرض لمواد كيميائية بالإضافة تعرض المصاب للطعن في الرأس.
وبيّن أن أعراض المرض تتمثل في رعشة الأطراف وبطء في الحركة وعدم توازن في المشي، بالإضافة إلى تيبس العضلات، موضحًا أنه يمكن التحكم في الأعراض عن طريق الأدوية.
وأكد أن أحدث ما توصل له العلم في التعامل مع مرض "باركنسون" هو زرع المحفز العصبي العميق في الدماغ بالإضافة إلى تركيب مضخة الدوبامين والتي توصل الدواء مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة.
