لا يكفي أن يكون المحاور في اللقاءات الإعلامية اسمًا لامعًا أو صحافيًّا محترفًا حتى يحسن إدارة حديثه مع الضيف؛ إذ إن التحضير الجيد والثقافة الواسعة، إضافة إلى حضور الذهن مع تلميحات الضيوف وتصريحاتهم أثناء سرد المعلومات، تُعدّ ركيزة رئيسية لنجاح المقابلة.
في إحدى حلقات برنامج الليوان الذي يقدمه عبدالله المديفر على شاشة روتانا خليجية، الجمعة الماضية، روى الكويتي عمار تقي مذيع البرنامج الوثائقي على اليوتيوب «الصندوق الأسود»، وتملك حقوقه مؤسسة «القبس» الإعلامية، قصة الجدل الذي صاحب بث حلقة لشخصية كانت تحتل منصبًا سياسيًّا سابقًا، بعدما ذكر الضيف معلومة تاريخية مغلوطة، عن لقاء بين شخصيتين لا تنتميان إلى نفس العصر، (86 سنة تفصل بين تاريخ وفاة الشخصية الأولى وتاريخ ولادة الشخصية الثانية)، نجومية عمار تقي ونجاحه في «الصدنوق الأسود» لم يشفعا له في التنبه لمرور معلومة تاريخية يبدو سهلًا التعرف على خطئها من إعلامي دأب على محاورة شخصيات سياسية بارزة طوال مواسم البرنامج، وهو اعترف مع المديفر بأنه لم يتعرف على الخطأ لقصور في معلوماته التاريخية في هذا الجانب، ولكثرة الحلقات والمعلومات التاريخية في برنامجه مع كل ضيف!
الأكيد أن التحضير لمحاورة شخصيات سياسية يتطلب إلمامًا بالأحداث السياسية وفهمًا لشخصية الضيف، وتنبؤًا بنطاق إجاباته، وهو ما يفرض على مذيع البرنامج وفريق العمل الإعداد بشكل شامل لكل المواضيع المرتبطة بمحاور اللقاء والضيوف.