تمر العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بحالة من الثبات، وذلك في ظل تطلع المستثمرين إلى معرفة بيانات التضخم الرئيسية، منتظرين ما سيسفر عنه الربع الأول من 2023 ونصيبهم من الأرباح، كما يتوقع أن تمر بانتعاش بطيء في النصف الثاني من العام، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
وخلال الساعات الماضية، انخفضت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.05٪، بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بمقدار نقطتين أو 0.01٪. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.29٪.
ضعف سوق العمل
أظهر السوق تقلبًا في تداولات الأسهم، حيث أظهرت البيانات الاقتصادية علامات ضعف سوق العمل. كما أظهر تقرير الوظائف الأمريكي لشهر مارس اقتصادًا مرنًا وتضخمًا معتدلًا، مما دفع العقود الآجلة للأسهم وعائدات الخزانة إلى الارتفاع .
وأفادت وزارة العمل أن الوظائف غير الزراعية نمت بمقدار 236000، بما يتماشى تقريبًا مع تقدير "داو جونز" البالغ 238000. وانخفض معدل البطالة إلى 3.5٪ ، مقابل التوقعات عن الشهر السابق عند 3.6٪.
مخاوف الركود
وتتوافق البيانات مع توقعات حدوث ركود بطيء الحركة يتكشف في الولايات المتحدة - وهو ركود لا يشير إلى حل فوري لمخاوف التضخم، وفقًا لجيسون برايد، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "برايفت ويلث".
وأضاف: "على هذا النحو، فإن احتمالات رفع سعر الفائدة ربع نقطة أخرى في مايو واردة جدًا، حيث لا يبدو أن البيانات تبرر توقف الاحتياطي الفيدرالي مؤقتًا".
من جانبه، قال يونج يو ما، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة "بي إم أو" إن: "مستوى إنشاء فرص العمل في مارس يعكس حاجزًا كبيرًا في الاقتصاد للمساعدة في التخفيف من تأثير التباطؤ الاقتصادي".
وأضاف: ”التقرير مواتٍ بشكل مباشر، لكنه لا يكفي لتغيير طريقة تفكير الاحتياطي الفيدرالي. لا يزال من المحتمل أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى في اجتماعه المقبل، وستكون المجموعة التالية من بيانات التضخم ذات عامل حاسم".
أسبوع مليء بالبيانات
يحضر المستثمرون أنفسهم لإسبوعٍ حافل بالبيانات الاقتصادية، بما في ذلك أحدث بيانات مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين - المقرر صدورهما اليوم الأربعاء وغداً الخميس على التوالي - والتي ستكون أساسية في تحديد ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيتوقف مؤقتًا أو يضع حدًا أو متى سيوقف توجهه لرفع معدل الفائدة.
كما ستعلن دفعة أولى من الشركات عن نتائجها المالية للربع الأول، وستقوم البنوك الكبرى، مثل "جي بي مورجان تشيس" و"ويلز فارجو" و"سيتي جروب"، بتقديم تقارير أرباحها الجمعة المقبل.
وقالت شبكة بيزنس إنسايدر في تقريرٍ لها، من المقرر أن ترتفع الأسهم في النصف الثاني من العام الجاري، ومن الخطأ افتراض أن أسعار السوق قد بلغت ذروتها بالفعل، وفقًا لكبير استراتيجيي الاستثمار في شركة "بي إم أو" بريان بيلسكي، الذي أشار إلى مخاطر عديدة على المدى القريب.
ختاماً، يقول الخبراء إن هذه المخاطر تضخمت مع إخفاقات البنوك الأخيرة، حيث أدى انهيار بنك وادي السيليكون الشهر الماضي إلى تشديد الأوضاع المالية وجعل الانكماش الاقتصادي أكثر احتمالاً.