السعودية تسعى للاستفادة مما قيمته 1.3 تريليون دولار من ثرواتها تحت الأرض
تسعى المملكة العربية السعودية إلى الاستفادة من احتياطاتها المعدنية لتعزيز صادراتها غير النفطية وتحفيز الصناعة المحلية، عبر تحويل المواد الخام إلى منتجات عالية القيمة، وفق ما ذكرت منصة "المونيتور" العالمية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
قالت المنصة: "على مدى نصف القرن الماضي، وفرت منطقة الخليج العربي النفط والغاز لدعم النشاط الاقتصادي العالمي. ويطمح صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الانتقال بالمملكة إلى آفاق عالية، وتغيير النظام الإنتاجي الحالي، إلى وضع تكون فيه السعودية مشاركة بصورة أكبر في سلسلة التصنيع والإنتاج، وعمل قيمة مضافة".
مشروعات "أرامكو"
أشادت "المونيتور" بشكل خاص بدور شركة "أرامكو"، حيث وقعت اتفاقًا مع شركة "توتال" في ديسمبر 2022 لبناء مجمع بتروكيماويات جديد بقيمة 11 مليار دولار في الجبيل.
وتريد السعودية أيضًا الاستفادة مما قيمته 1.3 تريليون دولار من الرواسب المعدنية التي تحتفظ بها تحت الأرض، بما في ذلك النحاس والفوسفات والذهب والزنك واليورانيوم.
وفي عام 2020، أصبحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية منفصلة عن وزارة الطاقة حيث تهدف المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح قوة صناعية وتعدينية بارزة في العالم.
محرك كبير للاقتصاد
حول ذلك، قال تيموثي كيتنج، مدير شركة الاستشارات المالية "تانجون كابيتال"، إن: حكومة المملكة "تقوم "بعمل رائع في وضع المملكة العربية السعودية على خريطة التعدين العالمية".
وأضاف كيتنج: "هناك إدراك بأن صناعة التعدين يمكن أن تكون محركًا كبيرًا للاقتصاد".
من جانبه، قال سيلفان إيكرت، رئيس قسم المعادن والتعدين في بنك "ناتيكسيس كوربرايت آند إنفيستمينت" الفرنسي، إن المملكة العربية السعودية ترى أن هناك الكثير من الإمكانات لإجراء الاكتشافات".
وتعد الرياض في وضع جيد للاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على النحاس، وهو موصل بالغ الأهمية للكهرباء.
كما أوضحت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد أند بورز جلوبال :أن "العالم لم ينتج أبدًا هذا القدر من النحاس في مثل هذا الإطار الزمني القصير".
وتعتمد الشبكات القائمة على مصادر الطاقة المتجددة، والتي تمثل 83٪ من قدرة توليد الكهرباء الجديدة في العالم في عام 2022، على النحاس والألمنيوم بشكل مكثف. ومنذ عام 2010، قفزت كمية المعادن اللازمة لأي وحدة توليد طاقة جديدة بنسبة 50٪.
الارتقاء في سلسلة القيمة
تمتلك السعودية ما يقدر بنحو 222 مليار دولار من احتياطيات النحاس، ويقول المحللون إنها أحد المصادر الرئيسية، إلى جانب إفريقيا، للإمداد المتوقع من النحاس، مثل تشيلي وبيرو والصين والكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة.
وتأمل السعودية في الظهور كمركز لتصنيع السيارات الكهربائية، حيث تتطلب صناعة كل سيارة حوالي 53 كيلوجرامًا من النحاس، أي أكثر من ضعف إنتاج سيارة ذات محرك احتراق داخلي.
وتشير المونيتور إلى أن السعودية هي أيضًا موطن لاحتياطيات كبيرة من الفوسفات، حيث تقول أرقام عام 2018 أن لديها نحو 7٪ من الاحتياطيات العالمية المؤكدة. كما تخطط لزيادة إنتاج الأسمدة الفوسفاتية للاستحواذ على ربع سوق التصدير العالمية.
ويُدرج مركز التنمية الصناعية الوطني في السعودية صادرات المنتجات المعدنية شبه المصنعة والتامة الصنع على رأس أولوياته. واعتبارًا من أواخر عام 2020، أصبحت المدن الصناعية في السعودية، موطنًا لأكثر من 1290 مصنعًا لإنتاج المنتجات المعدنية.
جذب الاستثمارات الأجنبية
وبحسب "المونيتور"، يمكن للسلع المصنوعة محليًا في المملكة، أن تحل أيضًا محل المنتجات المستوردة. وفي الشهرين الأولين من عام 2023، كشفت شركة " إي في ميتاليز جروب" الأسترالية لمواد البطاريات عن خطط لإنشاء مصنع كيماويات الليثيوم في السعودية بحلول عام 2026، وجمعت شركة سعودية ناشئة تمويلًا بقيمة 6 ملايين دولار لاستخراج الليثيوم من البحر الأحمر. والآن تهدف الدولة إلى جذب استثمارات بقيمة 170 مليار دولار في قطاع التعدين بحلول نهاية هذا العقد.
