عملت وزارة الثقافة على إحياء أنشطة وبرامج وفعالية ومناسبات دينية وثقافية تنبض بالحياة، وتجسد قيم التآزر والتماسك المجتمعي بمزجها عديدًا من الأمور العصرية والتقليدية للاحتفاء بهذا الشهر الفضيل من خلال إحياء الموروث الشعبي والحرف التقليدية في المتاحف والمواقع التراثية وجداريات الرسم والمحاضرات الرمضانية التي تشرف عليها.
وعملت على استضافة نخبة من العلماء ورجال الدين والمفكرين والمثقفين والخبراء والمبدعين من مختلف بلدان العالم، لطرح آرائهم وتجاربهم النظرية والعلمية والتطبيقية حول مختلف المواضيع العامة والقضايا الحيوية ذات الصلة بتطورات العصر ومتطلباته واستشراف آفاق المستقبل.
مردود يربط الشباب والأطفال بالماضي
وبخصوص هذا تحدثت الدكتورة "أميرة مصطفى أستاذ مشارك بقسم التاريخ، وقالت إن "تحرك وزارة الثقافة في إنشاء العديد من الفعاليات الثقافية وما تضمنته من إبراز العادات والتقاليد والحرف التقليدية المرتبطة بالشهر الكريم لها المردود الأكبر على فئة الشباب والأطفال لأن هذه الفترة لم يعاصروها، ولذا فإن تجسيدها بصورة هذه الفعاليات سيربط هذه الفئة بالماضي العريق ومعرفة تراث الأجداد وتذكيرهم بحياة الأجداد وكفاحهم وجمال الماضي.
أضافت: فالتراث والموروث هو ثابت ومتغير ففي ثباته نرى الماضي بكل صوره وفي تغيره تظهر لمسات الحاضر دون الإخلال بالعناصر الأساسية للموروث، وهكذا نتقلب بين الماضي الذي هو أساس الحاضر وبين الحاضر الذي سيكون أساس المستقبل وبينهما معا تعيش الفئات المختلفة فمنهم من يتذكر ومنهم من يعيش اللحظة مندهشًا لما قد يشاهد من فعاليات تربط ماضيه بحاضره.
جذب سياحي وثقافي
قال الفنان التشكيلي مشعل العمري: للمدن العريقة روح وثقافة وطابع معيشي وثقافي وبيئي يميزها عن غيرها وكذلك في الأقاليم المتعددة المدن مثل إقليم الحجاز يتميز ويبرز طابع تراثي وعمراني وبيئي ومعيشي خاص يميزه عن بقية أقاليم ومناطق الوطن بحكم تعدد الأعراق والمصادر والمشارب والثقافات لسكانه.
وذكر: بلا شك جدة هي واحدة من أعرق المدن على ساحل البحر الأحمر وبالمنطقة العربية ولها تراثها وثقافتها الخاصة التي تراكمت عبر السنين وتنوعت بمصادرها وانصهرت في بوتقتها لتخلق مزيج عالمي وبملامح عربية ذو نكهة إسلامية خاصة، إذ يأتي هذا المهرجان الرمضاني ضمن جهود وزارة الثقافة المتعددة والمستمرة لتفعيل الانشطة وخلق مركز ثقل في غرب الوطن يعبر عن ثقافته وحضارته الحجازية بتنوعها.
ولفت إلى أن المسؤولون يحرصون من خلال خطط التطوير والتعمير ضمن رؤية ٢٠٣٠، على إعادة الزخم من خلال المهرجانات وتطوير المنطقة التاريخية لصنع عنصر جذب سياحي وثقافي ينعكس على اقتصاد المدينة وظروف معيشة سكانها وتحسين جودة الحياة بها، ويبقى التشكيل والفن هو المسجل والحافظ للتراث والملخص للرموز المتعددة من معيشية أو عمرانية أو بيئية والذي يبرزها ويقدمها للمتلقي في شكل لوحات ومجسمات.
زاد: هذا إضافة إلى بقية الفعاليات المسرحية والموسيقية ضمن المهرجان خطوة جميلة وفعالية مميزة تنتظر مشاركة سكان جدة، وأبناءها من المبدعين والموهوبين المميزين وحضور أهلها وأبناءها زوار المهرجان والمهتمين لتشجيع المواهب وزيادة التفاعل والمشاركة.
اغتنام فرص للفنانين
أما الفنان التشكيلي ضياء عزيز قال إنها فعالية جميلة ورائدة يحتاجها الوسط الفني وخصوصا في جدة التاريخية، وهذا ليس غريبًا على وزارة الثقافة والتي يرأسها أمير محب للفن والفنانين راجيًا من الفنانين المشاركة واغتنام الفرصة للخروج بأعمال فنيه متميزة. متمنيا لهم التوفيق.
منارة فنية
فيما "تحدث عضو مؤسس في جمعية الفنون البصرية التشكيلي صالح النقيدان قائلا "أولت وزارة الثقافة اهتمامها بجدة التاريخية وحيث مكانتها التاريخية.
وحث الفنانين والمواهب لشحذ هممهم في رمضان وجعل هذا المكان منارة فنية وعنوان لكل من يرد إلى هذا المكان وعمل ورش فنية، وتسليط الضوء على أهم الموروث الشعبي والتاريخي ليكون عنوانًا للزوار ومرتادي هذا المعلم الثقافي.
أكمل: لذا يجب أن نشكر وزارة الثقافة على توليها مهمة إبراز هذا المنشط وليس غريبًا على وزيرها الأمير بدر الفرحان ومعاونيه هذه المبادرة.