يمر رمضان كل عام مرور الشهاب المنير في ليلة حالكة الظلام فيخطف نوره الأبصار وترتفع الأعناق ناحية الأفق البعيد لتشاهد ذلك الخط النوراني الذي يشكل فاصلا مضيئا بين ظلمة الليل.
وكذلك رمضان هو الحد الفاصل في حياتنا، لأنه كل عام يقسمها إلى قسمين ما قبل رمضان وما بعده وهذا ما أكده المصطفى «صلى الله عليه وسلم»، عندما صعد المنبر، فقال: آمين، آمين، آمين، فلما نزل سئل عن ذلك، فقال: أتاني جبريل، فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له قل: آمين، فقلت: آمين...
فالنفس التي لم تتغير وتتعلم من رمضان ولم تعش جمال وعذوبة وصدق دروسه هي نفس حرمت الحياة في رحاب ذلك الشهر الفضيل.
أول تلك الدروس هو درس التعامل الحسن وتيسير الأمر وعدم التعقيد ورقي الأخلاق وهذا الدرس يعتبر من أجمل قيم علم الإدارة.
ولك أن تعجب من مدير إدارة أو قسم أو مدرسة يمر عليه رمضان ولم يجن تلك الأطنان من الأرباح ويحدث ذلك التغير الإيجابي في مجتمعه الوظيفي.
الإدارة علم قائم على الاحترافية وجودة الإنتاج لذلك من أعظم قواعده أن يطرح المدير أو القائد أو المسؤول على أفراد مجتمعه الوظيفي هذا السؤال ماذا يمكنني أن أقدم لكم؟
بماذا يمكنني مساعدتكم لتقوموا بأعمالكم على أكمل وجه؟
ولكننا للأسف في بعض مجتمعاتنا الوظيفية نغفل عن هذه القيم الإدارية المثمرة.
مما جعل العمل في رمضان مملا بل في بعض الأحيان يسبب الاكتئاب والتعاسة..
فهل نسعى لتعلم ذلك الدرس الرمضاني ونكسب الأجر والمغفرة ونحدث ذلك التغير لننعم بمجتمعات وظيفية جاذبة منتجة في رمضان؟!