حذَّر الجيش السوداني، أمس الخميس، من نذر مواجهة بعد وصول تعزيزات لقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو إلى العاصمة الخرطوم.
وفي تعقيب علني نادر على الخلاف بين القوات المسلحة السودانية والجماعة المسلحة، حذر المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله في بيان مما وصفه "بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن» من جانب قيادة قوات الدعم السريع"، وقال: تلك التحركات تشكل "تجاوزًا واضحًا للقانون".
حالة تأهّب
وظهر أمس شهدت العاصمة وصول عربات تتبع للدعم السريع، مع تعزيز الجيش السوداني وحداته ووضعها في حالة تأهب قصوى.
وقبلها قال الجيش: هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها، واستمرارها سيؤدي حتمًا إلى مزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد، محذرًا أيضًا القوى السياسية من المزايدة باسم الجيش.
ومساء الأربعاء، وصلت نحو مئة عربة تتبع للدعم السريع قاعدة مروي الجوية في الولاية الشمالية، في نية للاستيلاء عليها وسط حضور شعبي واسع من أبناء الولاية الرافضين لوجودها وطالبوا بمغادرتها فورًا.
مزاعم بالتنسيق
"الدعم" زعمت -في بيان- أن تحركاتها في مدينة مروي في إطار واجباتها العادية وبالتنسيق مع قيادة الجيش التي نفت قائلة، إنها جرت دون موافقة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف بين أوساط المواطنين، وفاقم من المخاطر الأمنية، وزاد من التوتر بين القوات النظامية.
يُذكر أن الدعم السريع مجموعة شبه عسكرية تعمل بموجب قانون خاص تحت تسلسل قيادي وأسري خاص بها.
واتُهمت قوات الدعم السريع من قبل بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، خاصة خلال الصراع في منطقة دارفور الذي نشب قبل عشرين عامًا، وتشكَّلت من ميليشيات ظهرت وقتها.
ووقفت في صف الجيش للإطاحة بالرئيس السابق الذي حكم فترة طويلة عمر حسن البشير بانقلاب في 2019 ثم نفذت القوتان انقلابًا آخر في أكتوبر 2021.
تدهور العلاقات
يشغل دقلو، المعروف أيضًا باسم حميدتي، حاليًا منصب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، لكنه نأى بنفسه أخيرًا عن شخصيات عسكرية ووجد أرضًا مشتركة مع تحالف قوى الحرية والتغيير المركزية "قحت".
وتدهورت العلاقات بين الجيش وقوات الدعم السريع مما دفع إلى تأجيل توقيع اتفاق مدعوم دوليا مع أحزاب سياسية بشأن فترة انتقال لعامين يقودها مدنيون تفضي لإجراء انتخابات.
ودعا رئيس حزب الأمة القومي السوداني اللواء متقاعد فضل الله برمة ناصر قيادات الجيش والدعم لعقد اجتماع.
تحذير "الأمة"
وقال رئيس حزب الأمة إن عدم توخي الحذر في مثل هذا الموقف سيؤدي لخروجه عن السيطرة بما يتخطى الآليات والعمليات السياسية السابقة، مشيرا إلى أن البلاد عليها أن تعي دروس ما حدث في دول أخرى في المنطقة.
يشار إلى أن محور خلاف حميدتي مع القوات المسلحة السودانية هو تردده في تحديد موعد نهائي واضح لدمج الدعم السريع في الجيش.
وقالت مصادر عسكرية، إن الجيش الذي يأتمر بأمر قائد مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بسبب قلقه من نوايا حميدتي، نشر المزيد من الجنود في الخرطوم في حالة تأهب.
