DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خدام علي.. مأساة أب يمني دكت أحلامه الألغام

خدام علي.. مأساة أب يمني دكت أحلامه الألغام
خدام علي.. مأساة أب يمني دكت أحلامه الألغام
خدام علي - اليوم
خدام علي.. مأساة أب يمني دكت أحلامه الألغام
خدام علي - اليوم

خدام علي، كان يحيا حياة بسيطة من أجل أسرته، مثل كل يمني يكسب قوته من عرق جبينه، ويحمل في صدره أحلاماً وأماني كثيرة يتمنى قطف ثمارها بعد أن يضع فلذات أكباده على طريق الحياة ويؤمن لهم درباً للسعادة، لكن طموحاته المشروعة عصف بها لغم غادر على حين غرة وأحالها رماداً، تماماً كأيام خدام علي الحالية.

كان خدام علي يركب البحر وينهل من خيراته ويطعم أهله مما يجود عليه ذلك الفضاء الأزرق المترامي، بحكم أنه صياد زاول المهنة لسنوات، وفتح بفضلها بيتاً وكون أسرة متلاحمة دافئة قنوعة، كما كان يجوب المراعي مع أغنامه التي يرعاها ليدعم من خلالها المستوى المعيشي لأسرته.. كانت الأيام تمر هادئة هانئة مع خدام وعائلته التي يحلم بأن يؤمن لها حاجياتها.

مأساة خدام علي

طفلا "خدام" شديدا التعلق به، ينتظرانه بشوق الطيور إذا ركب البحر حتى يعوم سالماً غانماً، ويمكثان عند مدخل البيت في انتظاره إذا انطلق للرعي، حتى يرشدهما صوت الأغنام أن أباهما صار قريبا من بيتهما، فيستقبلانه بحب وشوق كبيرين.

حياة "خدام" لم تكن سهلة وفيها من التعب الكثير، لكنها كانت سعيدة ومسكونة بالقناعة والأمل والرضى، حتى حلت المأساة بخدام وعائلته وضاعت سكينتها.

كل شيء تغير في حياة خدام فجأة، بعدما اعترض سبيله لغمًا غادرًا وفتك برجليه وأقعده للأبد عن كل ما كان يقدمه هذا الأب المعطاء الطموح لنفسه وأسرته. خسارة خدام لرجليه وضعه وعائلته الهشة في مواجهة الحاجة والبؤس.

أحلام رجل بسيط

يجلس خدام مقيداً بإعاقته لا يقوى سوى على التذكر والتفكر فيما كان وما آل له حاله، والعجز سيد الموقف في حياته، إذ يقول خدام لمكتب مسام الإعلامي: "خسرت رجلي وكل ما كنت أقوى على تقديمه لعائلتي".

يضيف: "لا أحلم اليوم سوى بمعاودة المشي مجدداً، أعلم أن هذا حلم لكن عائلتي بحاجتي وبقائي أسير العجز يقتلني ويعذبني إلى أبعد الحدود".

قصة الألم

يحوم طفلي خدام حول والدهما المقعد، وتحكي ملامحهما الصغيرة مقدار ألمهما لرؤية أبيهما على هذا الحال، يلامسانه حينا وكأنهما يحاولان التخفيف عنه بحركاتهما البريئة، ويبادلهما أبوهما اللمسات وكأنه يطمئنهما بأنه مازال بجوارهما ولن يتخل عنهما.

مجرد لمسات حانية لتطبيب جراح غائرة نازفة.. لمسات تحاول جاهدة طرد مارد البؤس الذي وضع رحاله بقوة في بيت خدام، الذي تهاونت أركانه وتضعضع بنيانه بعد أن حكمت الألغام ظلماً على هذا الوالد بالعجز مدى الحياة، وأقعدته عنوة عن مهامه كأب محب معطاء وحالم.