يمثل إعلان سمو سيدي ولي العهد عن إطلاق أربع مناطق اقتصادية خاصة، نقلة نوعية كبرى على صعيد جاذبية الاستثمار في السعودية، حيث ستدفع هذه المناطق الاقتصادية الخاصة قدراتنا التنافسية إلى مزيد من الحيوية والقوة، كما أنها تفتح في الوقت ذاته أفقا أكبر لتدفق المزيد من الاستثمارات العالمية الرائدة إلى الاقتصاد الأكبر نموا بين دول مجموعة العشرين في 2022 - حقق الاقتصاد السعودي رقما قياسيا في معدلات النمو خلال العام 2022-. سأستهل مقالي بما أكده سمو سيدي ولي العهد في تعليقه على هذه المناطق الاقتصادية الخاصة، حيث أكد سموه -حفظه الله- أن المناطق الاقتصادية الخاصة تتمتع بنظم تشريعية ولوائح خاصة للنشاطات الاقتصادية من شأنها أن تجعل هذه المناطق من الأكثر تنافسية في العالم لاستقطاب أهم الاستثمارات النوعية، وتتيح فرصا هائلة لتنمية الاقتصاد المحلي، واستحداث الوظائف، ونقل التقنية، وتوطين الصناعات، كما ستفتح مجالات واسعة لتنمية مجتمع الأعمال السعودي، حيث تتكامل المناطق الاقتصادية الخاصة مع الاقتصاد الأساس، وتوفر أرضية خصبة لتحقيق الإستراتيجيات القطاعية التي تخدم رؤية السعودية 2030.
ومن هنا يمكن القول إن هذه المناطق الاقتصادية الخاصة ستعزز من قدراتنا التنافسية من حيث جاذبية الاستثمار، بل إنه من المتوقع أن يكون لهذه المناطق أثر واضح على صعيد تدفق المزيد من رؤوس الأموال والاستثمارات العالمية الرائدة، خصوصا وأن المناطق الأربع تتمتع بمزايا فريدة، من النادر توافرها في العالم أجمع.
من المنتظر أن تسهم هذه المناطق في تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للصناعة، وذلك من خلال تمكين الصناعات الوطنية وزيادة صادرات المملكة غير النفطية وتنويعها، فيما تكمن الأهداف الرئيسية لإطلاق المناطق الاقتصادية الخاصة الأربع في تعزيز القدرة التنافسية للمملكة، وتطوير القدرات الوطنية، وتشجيع النهضة الصناعية، والمساهمة في نمو الاقتصاد السعودي كمركز رائد للأعمال، ودعم تأسيس الشركات الناشئة المحلية وتسريع نموها.
وتقع المنطقة الاقتصادية الخاصة بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية شمال مدينة جدة المزدهرة على البحر الأحمر وعلى أحد الممرات التجارية الرئيسية في العالم، أما المنطقة الاقتصادية الخاصة بجازان فتقع بجوار مناجم التعدين والموارد المعدنية، وعلى مقربة من ثالث أكبر ميناء بحري في السعودية لتشكل موقعا جاذبا للصناعات التعدينية والثقيلة.
أما المنطقة الاقتصادية الخاصة برأس الخير فتقع بالقرب من المنطقة الشرقية التي تمثل المركز الصناعي للمملكة، على مقربة من طرق إنتاج النفط والغاز في الخليج العربي. وتقدم المنطقة الاقتصادية الخاصة برأس الخير للشركات الدولية والإقليمية بنية تحتية عالمية المستوى وسوقا مهما للصناعات البحرية بما يتيح لهذه الشركات تأسيس وبدء مزاولة أعمالها بشكل فوري، أما المنطقة الاقتصادية الخاصة للحوسبة السحابية والمعلوماتية فتمثل تجسيدا مباشرا لسياسة «الحوسبة السحابية أولا» في المملكة. وتؤكد هذه المنطقة التزام السعودية بالمضي في طريق الابتكار الرقمي وتعزيز قطاع التكنولوجيا سريع النمو، وترتكز وتتبنى المنطقة نموذج أعمال قائما على الابتكار يسمح للمستثمرين بإنشاء مراكز بيانات مادية وبنية تحتية للحوسبة السحابية في مواقع متعددة داخل المملكة.
ختاما... الاقتصاد السعودي وجهة الاستثمارات العالمية الرائدة... والأرقام تثبت تدفق الكثير من هذه الاستثمارات إلى اقتصادنا خلال الأعوام القليلة الماضية بشكل ملحوظ، إلا أن مستقبل تدفق هذه الاستثمارات بات على عتبة تحقيق قفزات نوعية جديدة -بإذن الله-، فمثل هذه المناطق الاقتصادية تدعم جاذبية الاستثمار وتعزز من فرص النمو.
@shujaa_albogmi