برغم ارتفاعه الحالي وانتعاشه خلال الأسابيع الماضية، مدفوعًا بأزمة إفلاس بنك سيليكون فالي الأمريكي، وبنوك أخرى، إلا إن الأمر قد لا يستمر بهذا الزخم في الفترة المقبلة، بسبب تذبذبات أسعار الفائدة، واستمرار التضخم المرتفع في الولايات المتحدة، ما قد يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي ونظرائه حول العالم إلى الاستمرار في سياسة التشديد النقدي لفترة أطول من المتوقع، وفق ما أوردت منصة "كيتكو نيوز"، المعنية بأخبار المعدن النفيس، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
مستوى الـ2000 دولار
في هذا النطاق، قال فيليب نيومان، العضو المنتدب والخبير في شركة "ميتال فوكس"، إنه من غير المرجح أن يحتفظ الذهب بمستوى 2000 دولار للأونصة على المدى الطويل، ما لم يقلل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسة التشديد النقدي، التي تربك الأسواق ويتحسب لها المستثمرون.
وارتفع الإقبال على الذهب واتسعت سوقه بعد الاضطرابات المصرفية، كما الأسعار في التداول فوق 2000 دولار للأوقية خلال الأيام الأخيرة بشكل ملحوظ، لكن هذا الاتجاه قد لا يستمر حتى النصف الثاني من العام، كما قال نيومان، لمنصة كيتكو نيوز.
أضاف نيومان: "إن استمرار الذهب فوق مستوى الـ2000 دولار مدفوع بالطريقة التي ينظر بها السوق إلى سياسة سعر الفائدة للاحتياطي الفيدرالي.. وأيضًا، بعدما حدث لبنك سيليكون فالي، ثم حالة عدم اليقين في أوروبا، مع انهيار بنك كريدي سويس، ومن بعدها إنقاذه.. كل ذلك أدى إلى قفزة في شراء الملاذ الآمن (الذهب) من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات".
تراجع الأسعار
وبحسب نيومان، فيمكن في وقت لاحق من العام، أن تنخفض الأسعار، بعد النصف الثاني منه، وخلال ذلك، يستفيد الذهب من الدلالات السلبية للدولار وانخفاض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الثمين.
وتابع نيومان: "في الوقت الحالي، نرى المزيد من المستثمرين يتجهون إلى شراء للذهب وبعض عمليات البيع على المكشوف. وقد دفع هؤلاء معًا الذهب فوق 2000 دولار".
متى ينخفض الذهب؟
استطرد نيومان أن السوق العالمي للذهب، لا يزال حساسًا للغاية لإصدارات البيانات من الولايات المتحدة ومن المرجح أن تتعارض القراءات القليلة القادمة مع توقعات السوق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد لبدء خفض أسعار الفائدة، وفي هذا السيناريو، يمكن أن ينخفض الذهب بسرعة.
أوضح نيومان :"نحن متشككون في بقاء الذهب عند هذا المستوى لبعض الوقت. لم يقل الاحتياطي الفيدرالي أنه مستعد لبدء خفض أسعار الفائدة. في الوقت الحالي، لدينا تباين بين ما يتوقعه السوق وما يقوله الاحتياطي الفيدرالي بالفعل".
أضاف :"مع بداية النصف الثاني من العام، سوف يتحرك السوق أكثر نحو وضع بنك الاحتياطي الفيدرالي". لهذا السبب يعتقد نيومان أن تداول الذهب لن يتجاوز 2000 دولار للأونصة لفترة أطول.
وقال: " قد نرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى ثم يبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة كافية حتى نشهد ظهور عمليات تصفية كثيفة في سوق الذهب، مما سيؤدي إلى انخفاض السعر".
وأشار إلى أن "الاحتياطي الفيدرالي يدرك بشكل استثنائي أنه يريد وضع التضخم تحت السيطرة. ولا يريد أن يرى توقعات التضخم تتعزز.. من السهل أن نقول أن الذهب سيصمد عند هذه المستويات. لكن علينا أن نتراجع خطوة إلى الوراء.. نرى المزيد من الأسباب التي تجعل الذهب يضعف أكثر من الحفاظ على هذا المستوى الحالي".
الصمود فوق 1900 دولار
وتوقع نيومان إنه بمجرد بدء عمليات البيع، يمكن أن ينتهي سعر الذهب بالانخفاض إلى 1700 دولار.
ولكن إذا تمكن الذهب من الصمود فوق 1900 دولار لفترة أطول، فقد يحد هذا من عمليات البيع.
وأضاف نيومان "قد يعني ذلك أن سعر الذهب ينخفض بدرجة أقل. لكننا ما زلنا نعتقد أن السعر سيضعف بدرجة كبيرة". وذكر إن الدوافع الرئيسية التي تؤثر على الذهب في الجزء الثاني من العام ستكون ضعف طلب البنوك المركزية على الذهب، وإدراك السوق أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال متشددًا، وهو أمر أكثر إيجابية للدولار. وبحسب نيومان "فهذه العوامل مجتمعة تدفع أسعار الذهب للانخفاض ربما إلى 1700 دولار".
أخيرًا، وخلافًا لهذه التوقعات، أطلق بنك ساكسو، وجهة نظر مغايرة تماماً تقول بأن أسعار الذهب، قد تصل إلى الـ3000 دولار، وذلك إذا ما خفف الاحتياطي الفيدرالي من توجهاته.