تحتفل المملكة، اليوم الإثنين، بذكرى البيعة السادسة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برؤيته التي أصبحت أساس التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السعودية في السنوات الماضية.
وبالطبع كان من أهم أهداف «رؤية السعودية 2030»، السيطرة على نسب البطالة المتنامية في المجتمع السعودي، بخفض معدل البطالة من 11.6% وقت إطلاق الاستراتيجية إلى 7% بحلول 2030، عن طريق زيادة أعداد الوظائف للسعوديين في المملكة.
1.177 مليون وظيفة جديدة
كشفت هيئة الإحصاء، أن الاقتصاد السعودي استطاع توليد 1.177 مليون وظيفة جديدة منذ الربع الرابع في 2017 حتى نهاية 2022، إذ زادت أعداد المشتغلين في الاقتصاد السعودي بنهاية الربع الرابع من 2022 إلى 14.758 مليون مشتغلًا مقابل 13581141 مشتغلًا بنهاية العام 2017، عند بداية تطبيق الرؤية قبل 6 سنوات في ظل الزخم الكبير الذي شهده الاقتصاد.
ووفقًا للبيانات ارتفع عدد السعوديين العاملين إلى 3.770 مليون مشتغل بنهاية الربع الرابع من العام الماضي، ولأول مرة تتجاوز أعداد السعوديين العاملين في القطاع الخاص مستوى 2.2 مليون، وهو ما يمثل نقله جديدة لسوق العمل وخاصة القطاع الخاص الذي استحوذ عليه الأجانب.
وفي الوقت الذي شهدت فيه الأعوام الأولى من تطبيق سياسات وبرامج سوق العمل خروج أعداد كبيرة من الأجانب، عاد الاقتصاد خلال العام الماضي إلى استقطاب 10.987 مليون مشتغل بنهاية الربع الرابع من 2022 مقابل 10,417,295 أجنبي بنهاية العام 2017.
نصيب الوظائف الأكبر للمرأة
وفقًا للبيانات فإن المرأة السعودية كان لها النصيب الأكبر من الوظائف، إذ ارتفعت أعداد المشتغلات منهن إلى 1.470 مليون بنهاية الربع الرابع من العام الماضي مقابل 1,017,090 سعودية بنهاية العام 2017.
تراجع البطالة إلى 8%
نتيجة لهذه الإضافات الكبيرة في أعداد الوظائف، تراجع معدل البطالة الإجمالي بين سكان المملكة في الربع الرابع من 2022 بنسبة 1% إلى 4.8%، مقارنة بالربع الثالث من العام نفسه، فيما تراجع معدل البطالة للسعودين إلى 8.0% خلال الربع الرابع من 2022، بانخفاض 1.9%.
واستقر معدل مشاركة السعوديين في القوى العاملة عند 52.5%، فيما يأتي انخفاض مستويات معدلات البطالة في المملكة نتيجة للتشريعات وبرامج التوطين، ودعم الوظائف ومتابعة المنشآت من كافة الجهات الحكومية ذات العلاقة، لتحقق بذلك رقمًا قياسيًا لم يتحقق من قبل على مستوى معدل البطالة لإجمالي السكان؛ إذ أسهمت خطط ومُبادرات رؤية المملكة وما تضمنته من إصلاحات وتشريعات وإطلاق للقطاعات الواعدة في تحقيق استمرار أعلى معدَّل لمشاركة القوى العاملة.
مستهدفات رؤية 2030
أكد خبير سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية المهندس خالد الغامدي، أن السعودية تمكنت في فترة قليلة من خفض مستويات البطالة إلى 8%، وهو ما مقارب لمستهدفات رؤية 2030 بخفض مستوى البطالة إلى 7%.
وبيّن الغامدي، أن انخفاض البطالة يعود لعدة أسباب، أبرزها خطط ومُبادرات الرؤية الطموحة وما تضمنته من إصلاحات وتشريعات وإطلاق للقطاعات الواعدة وإطلاق مشاريع ضخمة لخلق وظائف للمواطنين ودليل على نجاح أنشطة توطين المهن المختلفة وهو مؤشر على قوة ومتانة الحركة الاقتصادية بالمملكة.
جهود ولي العهد تجذب الاستثمارات
أضاف الغامدي أن جهود الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في دعم الاستثمار والتنوع الاقتصادي بالمملكة ساهمت في جذب الاستثمارات، وتوفير فرص وظيفية متتالية، مع زيادة الفرص الوظيفية في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والسياحية الاستثمارية والطبية والتجارية، وهو ما أدى إلى انخفاض معدل البطالة، إضافة إلى أن تجمع أكبر شركات العالم في المملكة ونقل مقراتها الإقليمية إلى الرياض ساهم في خلق وظائف قيادية.
انخفاض معدلات #البطالة في السعودية الى 8%
النسبة المستهدفة في #رؤية_2030 هي 7.0%، واحد بالمئة تفصلنا عن تحقيق الهدف، قبل 7 أعوام من موعد الرؤية! pic.twitter.com/fGNXNCLnRr— TSP | 2030 (@TSP_2030) March 30, 2023
مشاريع استثمارية كبرى
قالت الأستاذ المساعد بقسم الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز الدكتورة كارولين خان، إن سوق العمل السعودي يمر بمرحلة تطويرية كبرى وفرص نوعية من خلال إطلاق المشاريع الكبرى مثل: نيوم، والقدية، وحديقة الملك سلمان بن عبد العزيز، والبحر الأحمر، وأمالا، والمربع، ومشاريع الإسكان، والمصانع الجديدة، مع وجود المشاريع السياحية التي تشير بمستقبل مشرق في توفير فرص عمل للمواطنين، وتحقيق هدف خفض معدلات البطالة إلى 7% بنهاية عام 2030.
وبيّنت خان، أن آليات تحفيز المشتريات من المنتج المحلي بالمملكة من خلال توطين مشتريات القطاعات الحكومية والخاصة وخلق الآثار الايجابية على المستوى الاقتصادي الكلي، أدى إلى توفير فرص العمل لتخفيض معدل البطالة.
تأهيل المواطن السعودي
أشارت إلى أن السيطرة على البطالة وخفض معدلاتها بين المواطنين واحدة من الأهداف الاستراتيجية لرؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى خفض معدل البطالة إلى 7% بحلول عام 2030، إذ وضعت المملكة العربية السعودية من خلال رؤية 2030 العديد من الخطط والبرامج لتأهيل المواطن السعودي لدخول سوق العمل..
وأضافت خان، أن المملكة تسعى أيضًا لبناء العديد من الشراكات مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص، وإنشاء العديد من الشركات التي ستكون نسبة الشراكة الحكومية فيها عالية إذ تعمل هذه الجهود جميعها على إتاحة المزيد من فرص العمل للحد من مشكلة البطالة بين الجنسين.
تراجع البطالة بين الإناث 5%
وفقًا لهيئة الإحصاء فإن معدل البطالة بين السعوديات تراجع في الربع الرابع من عام 2022، بنحو 5% إذ بلغت 15.4%، فيما ارتفع معدل المشتغلات السعوديات إلى السكان بنحو 1% ليسجل 30.4%، كما انخفض معدل المشاركة في القوى العاملة للسعوديات ليصل إلى 36%.
وأما عن معدل البطالة للسعوديين الذكور، فقد بلغ في الربع الرابع من عام 2022، نحو 4.2% مقارنةً بـ4.3% في الربع السابق، مقابل 5.2% في الربع الرابع من 2021، فيما ارتفع معدل المشتغلين إلى السكان ومعدل مشاركة القوى العاملة بمقدار 1.1% و1.2% على التوالي مقارنة بالربع الثالث من 2022.
وأكدت الهيئة العامة للإحصاء، أن معدل البطالة بين السعوديين الذين تتراوح أعمارهم بين "25 و54 سنة" انخفض إلى 7% بمقدار 2.5% مقارنة بالربع الثالث من 2022، فيما زاد معدل المشتغلين إلى السكان في سن العمل الأساسي بنحو 1.6% إلى 64.1%، في حين انخفض معدل مشاركة القوى العاملة للسعوديين بمقدار 0.1%، حيث وصل إلى 68.9%.
وأشارت إلى أن معدل البطالة لدى السعوديين في سن العمل الأساسي تراجع لدى الإناث بنحو 14.6% بانخفاض 5.8% مقارنة بالربع الثالث في 2022.
التحول الوطني#واقع_نعيشه https://t.co/xG0J2iTNAB pic.twitter.com/LXwmjPvqyl— وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية (@HRSD_SA) March 10, 2023
القائد العربي الأكثر تأثيرًا
أكد الاقتصادي أحمد بن فلاح الرويلي، في ذكرى بيعة الأمير محمد بن سلمان، أن محبة الشعب السعودي ووحدته خلف قيادته هي أكبر إنجازات ولي العهد ، بعدما فاز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بلقب "القائد العربي الأكثر تأثيرًا عام 2022"، بنحو 7 ملايين و399 ألفاً و451 صوتًا، ما يشكل نسبة 62.3%.
الحلم السعودي
ذكر الرويلي، أن ذكرى البيعة السادسة لولي العهد تاتي نحو اكتمال الحلم السعودي بالتحول إلى اقتصاد غير نفطي، من خلال تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات الأخرى مثل السياحة والترفيه والتصنيع والخدمات اللوجستية، وهي الإصلاحات والإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، وتساعد في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتحسين جودة الحياة للمواطنين في وطننا الحبيب.