تمتاز الكتابة الصينية بأسلوب وطريقة خاصة في رسمها وتجسيدها، ويتضمن الخط العربي خط يسمى "الخط الصيني"، وهو أحد الخطوط العربية التي ظهرت في الصين، متأثرة بالكتابة الصينية؛ ما يؤكد على تنوع الخط العربي ومرونته.
الخطاطة والفنانة سلمى حسن، اتبعت منحنى جديد رغبة منها بالخروج عن الدائرة التقليدية في الخط العربي؛ فحاولت دمج الحروف العربية بأسلوب مشابه للكتابة الصينية، معتمدة على الكتابة العامودية وشكل الحروف الصينية مستخدمة حروف عربية بحته.
دمج الخطوط العربية بالصينية
جاءت الفكرة من خلال حبها للخط وممارسته لمدة 10 سنوات، بداية بالخط الحر والديواني والثلث وغيرها. تقول الخطاطة سلمى حسن، إن هدفها من دمج الخطوط العربية بالصينية إثبات أن الحرف العربي مرن ومناسب لكل زمان ومكان، إذ من الممكن تطويعه في أي شكل، مضيفةً: "من حق اللغة علينا أن نفتخر بها ونظهرها للعالم بكل السبل والأشكال".
فهرس كامل لأسلوب الكتابة
بدأت سلمى حسن، ممارسة هذا النوع من الخط قبل حوالي عام ونصف، وظهرت إبداعتها من خلال لوحات فنية، إذ عملت على إنتاج فهرس كامل، فكل حرف عربي مقابل له مخطوط لنفس الحرف بالأسلوب الصيني.
وأشارت إلى أن الأعمال المخطوطة بالحروف العربية والصينية تظهر كلوحة جمالية، يقبل عليها الزوار من كل مكان، مضيفةً: "80% ممن يرون اللوحات لا يفهمونها من الوهلة الأولى ولكن بمجرد أن تتضح الصورة ويبدأ بقراءة أول كلمة تنفك الشفرة، إذ تُظهر اللوحات الأبيات الشعرية وآيات ومقولات متعارف عليها ودارجة بشكل جمالي".
البساطة والتجريد في اللوحات
حول ردود فعل الزوار الصينين، ذكرت سلمى حسن، أنهم في البداية يستغربون شكل اللوحات والبعض قد يحن لبلده عندما يبدأ قراءة اللوحة بشكل جيد، لافتة إلى أن الكتابة الصينية تمتاز بأسلوب سهل وبسيط، كما يستخدمون الألوان الزاهية وغير التقليدية.
وتابعت: "اعتمدت في خلفيات لوحاتي ومخطوطاتي أن تكون ذات أسلوب تجريدي وبتراكيب لونية معينة ومنوعة وباستخدام وسائط أخرى متعددة، بحسب الفكرة من اللوحة، مشيرة أن التجريد لا يعتمد على قوانين معينة".
مجال مفتوح لكل إبداع
حول المدة التي تعمل فيها على اللوحة، تقول سلمى حسن، إن ذلك يختلف من لوحة إلى أخرى إذ يصل العمل على بعض اللوحات لـ10 أيام، والبعض الآخر يحتاج لوقت أكثر من ذلك، كونها تعمل على طبقات متعددة، إضافة لعمل اسكتشات مختلفة للعبارة المدرجة في اللوحة حتى تصل إلى اسكتش مناسب مع الفكرة والخلفية.
واختتمت حديثها مؤكدة أن الحرف العربي من الممكن أن يتقولب ويتحور بحسب فكرة الخطاط، وهو مجال مفتوح لكل إبداع، إذ لا يجب حصره على الخطوط المعروفة والزخارف الإسلامية.