حينما حلَّت الممثلة كارلا ديلافجن ضيفة في برنامج تليفزيوني للحديث عن مشاركتها كبطلة في فيلم «بايبر تاون»، حاولت المذيعة الإسقاط عليها وعلى ثقافتها، ووجَّهت سؤالًا ملغمًا يفتقد إلى الاحترام، قالت فيه وهي تضحك ساخرة: «لعبتِ دور البطولة في عمل يجسّد أحداث رواية Paper Town الشهيرة للكاتب جون قريين، والتي درسها الطلاب في المرحلة الثانوية، فهل جاءتك الفرصة لقراءة الرواية! وهل لديكِ الوقت أصلا للقراءة، خصوصًا أنك مشغولة هذه الأيام!»
لترد عليها الممثلة بملامح واثقة: «في الحقيقة لم أقرأ الكتاب، بل إن كل النص لدور البطولة في الفيلم كان مجرد اجتهاد مني!».
ورغم أن المذيعة كانت تحاول السخرية من ضعف ثقافة بعض المشاهير وقلة قراءتهم، إلا أن رد الممثلة كان أكثر سخرية؛ ليظهر السؤال غبيًّا، وهو ما اعتبره نقاد ومتخصصون في الاتصال أحد الإستراتيجيات المثالية في حال تلقى الضيف سؤالًا يُبطن «العدوانية المستترة» أو ما يُعرف في لغة الاتصال بـ «passive-aggressive attacks».
طريقة أخرى للرد على نوع من الأسئلة في اللقاءات الإعلامية، تأتي عبر التظاهر بعدم فهم السؤال، وطلب إعادة السؤال بشكل أوضح، كما فعل نجم الكرة الفرنسية ومهاجم فريق باريس سان جيرمان كيليان مبابي، حين سأله أحد الصحافيين، عقب إحدى مباريات منتخب فرنسا عن «ما إذا كان مبابي يختار أن يمرر الكرة أو يمتنع عن تمريرها بالنظر إلى مَن يقابله من زملائه»؛ ليرد مبابي محتجًّا: «ماذا تقصد بهذا السؤال؟»؛ ليضطر الصحافي إلى كشف نيّته بالقول: «لماذا تمرّر الكرة إلى زميلك في المنتخب بنزيما أكثر من زميلك الآخر جيرود».
السخرية من السؤال وقائله أو طلب توضيح السؤال يُعدّ من الإستراتيجيات الاتصالية المثالية في اللقاءات الإعلامية حتى في الحياة العامة، حيث إنهما كفيلان بتغيير ميزان القوة في الحديث من السائل الذي يقصد العدوانية المستترة إلى الضيف المتحدث.
woahmed1@