بينما تعاني الصين من تراجع عدد سكانها إلى مستوى تعتبره إدارة البلاد خطيرًا، ولم تشهد مثله منذ عقود طويلة، فإن النمو السكاي في الهند آخذ بالازدياد، حتى تفوقت على التنين الآسيوي في الثروة البشرية، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وفي حين من المتوقع أن تتأثر مكانة الصين سلبًا بانخفاض عدد سكانها وتراجعها بشكل كبير خلال المائة عام المقبلة، وفق توقعات مركز دراسات السياسة بجامعة فيكتوريا في أستراليا، فإن الهند قد تحتل مكانة الصين التي ستتراجع عنها لتكون القوة الاقتصادية الأكبر في آسيا.
نقطة تحول
مع انخفاض عدد سكان الصين، وزيادته في الهند، سيزداد الهامش بين البلدين لصالح الأخيرة، التي من الممكن أن تستفيد من الثروة البشرية التي انتفعت بها الصين لتغيير وجه العالم ومكانتها خلال العقود الماضية.
ويتسارع النمو السكاني في الهند بشكل كبير، ما يولد طاقة هائلة من الشباب القادرين على المشاركة في نقل بلادهم لمستوى أكثر تطورًا مما هي عليه الآن، حتى أنها قد تتفوق على اقتصاد التنين الآسيوي، الذي يزيد حجمه اليوم عن اقتصادها بـ5 أضعاف.
انخفاض سكان #الصين.. كيف سيغير شكل العالم؟ https://t.co/fROTf6o9vL pic.twitter.com/hCQ62Tj3Ks— صحيفة اليوم (@alyaum) January 17, 2023
وبحسب ما تورده صحيفة "نيويورك تايمز" فإن مستقبل الهند كأكبر قوة عاملة في العالم بات قريبًا، وقد ينتهي بالوصول لسنين الهند الذهبية قريبًا، خاصة مع التعاون الغربي المتزايد معها.
ثروة بشرية صاعدة
تتمتع الهند بثروة بشرية يقدر بنحو نصفها -650 مليون شخص- في سن الشباب، ومن المتوقع أن يستمر حجم النمو السكاني في الازدياد حتى عام 2065 ما سيوفر لها طاقة عمالية ضخمة، وهي بالفعل الآن كبيرة، إذ قدر عدد السكان العاملين في الهند نهاية عام 2021، بنحو 900 مليون شخص، حسب تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
الأمر الذي سيسهم في إنجاح خطتها إضافة لتعزيز القدرة الإنتاجية لها، خاصة التكنولوجية، من خلال جذب التكتلات الدولية مثل Apple، وتحويل مدنها إلى مراكز تصنيع وابتكار تكنولوجية.
وقالت مجلس تايم: "مع تصاعد التوترات بين الصين والغرب، ستصبح الهند لاعباً مهمًا على المسرح العالمي، بما توفره من إنتاج مهم، ورأس مال بشري يدير كبرى الشركات التكنولوجية في الولايات المتحدة والغرب، إضافة لتطلعها المتوقع للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أسوة بالصين".
تحديات هندية
مع الأمل الذي تضعه الهند في ثروتها البشرية التي قد تضعها بين الكبار، فإن مكمن قوتها ذلك هو ذاته مصدر محتمل لضعفها أو حتى انهيارها.
ويتعلق مستقبل الهند القريب بمدى قدرتها على إدارة شؤنها واحتواء ثروتها التي تحاول الانفلات منها بالفعل، إذ تعاني الهند من هجرات جماعية لعقولها من الشباب القادرين على خلق تغيير إلى الخارج.
وبحسب ما تنقله "دويتشه فيله" فإن الهند فقدت نحو 23 ألف مليونير منذ عام 2014، ويقدر عدد المهاجرين من حينها بـ3 أشخاص من كل 4، ما يوجب وضع خطة للاستفادة من البشر قبل أن يتحول مستقبلها المبشر إلى كارثي.