مع إشراقة أول أيام العيد، تعود الفرحة والسرور على قلوب المسلمين، بعد أن منَّ الله عليهم بإتمام شهر رمضان، وأعانهم على الصيام والقيام، ويخرجون مكبّرين تعظيمًا، وشكرًا لله في يوم العيد بالأخلاق الراقية، والابتسامة الجميلة، والسلام على بعضهم البعض، والتسامح بينهم، حيث إن فرحة العيد هي التهنئة بالعيد، وتبادل السلام والتصافح، والتآلف والتآخي، والعفو من الجميع.
فالإسلام يهدف إلى تحقيق المحبة بين الناس، والاعتدال في النفقات والمصروفات، وترشيد استهلاك المسلم في الأكل والشرب، والملبس والمركب، وتجنّب الإسراف، والتبذير الذي يقود لمفاسد الأخلاق والانحراف، حيث يدعو الإسلام إلى الاعتدال، والاقتصاد في النفقة، وحرَّم الإسراف، والتبذير، سواء في الطعام والشراب، أو اللباس، كما قال الله تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا).
والإسراف والتبذير من أخطر مشاكل الفرد، والأسرة والمجتمع، وكلما زاد الإسراف والتبذير، أثّر ذلك على نمو الفرد، والأسرة والمجتمع، ووضعت الشريعة الإسلامية الأسس العامة لترشيد الإنفاق وحرّمت التبذير، والبُخل والحرمان، حيث نجد أن الإسراف والتبذير يزدادان في مناسبة العيد، وتتجه أسر المجتمع إلى الترف، وإعداد الولائم المكلفة والكبيرة.
كما يتسابق على مناسبة العيد الكثير من الناس في إعداد الولائم الكبيرة من أجل الكرم، والواقع أنّ هذه السلوكيات خاطئة، وغير مقبولة، ويلاحظ أن سبب هذه الظاهرة هو إعداد أطعمة تزيد على حاجة الناس، فالقاعدة الاقتصادية للإنفاق تعتمد على ثقافة الفرد، والأسرة والمجتمع، ووجود القدوة الحسنة لغرس المفاهيم، والقيم النبيلة الخاصة بترشيد الاستهلاك، وإدارة اقتصاد الأسرة والمجتمع.
فشراء المواد الغذائية، وملابس العيد يمثل عبئًا كبيرًا على رب الأسرة، وهناك فقراء، ومحتاجون لا يستطيعون شراء حاجاتهم رغم الإسراف، والتبذير من بعض الأسر الغنية، فالتبذير والإسراف قد يقودان إلى تراكم الديون على رب الأسرة، والقاعدة الاقتصادية للإنفاق تعتمد على ثقافة الفرد، والأسرة والمجتمع، ووجود القدوة الحسنة لغرس المفاهيم، والعادات والقيم.
ووضعت الشريعة الإسلامية الأسس العامة لترشيد الإنفاق، وتنظيم ميزانية الأسرة والمجتمع الاقتصادية، لكن نجد أن الإسراف والتبذير يزدادان في مناسبة العيد، وتتجه الأسر إلى الترف، وإعداد الولائم المكلفة، حيث يتسابق عليها الكثير من الناس معتقدين أن الإسراف في إعداد هذه الولائم دليل على الكرم، والجود والغنى.
فالملاحظ أنّ سلوكيات التبذير والإسراف خاطئة، وغير مقبولة، خاصة في مناسبة العيد، ولعل ما يُثير الاهتمام هو عدم اقتصار ظاهرة الإسراف والتبذير على الطبقات الغنية فقط في المجتمع، بل تمتدّ لتشمل الطبقة الوسطى، وحتى الفقيرة منها، وتشير الدراسات إلى أن ما يُلقى، ويتلف من مواد غذائية ويوضع في صناديق النفايات تزيد نسبته على 50 % من حجم المناسبة.
كما أن سبب هذه الظاهرة هو إعداد أطعمة تزيد عن حاجة الفرد، والأسرة والمجتمع، وبالتالي فإن معظمها يُرمى في صناديق النفايات نظرًا لاكتفاء الناس بالقليل من الطعام والشراب، ويجب على جميع أفراد الأسرة، والمجتمع الالتزام بالسلوك الاقتصادي الإسلامي الحسن؛ باعتباره جزءًا من سلوك المسلم المعتدل، والاعتدال في النفقة، والتخطيط السليم لميزانية الأسرة.لذا يجب على جميع أفراد الأسرة، والمجتمع الالتزام بالسلوك الاقتصادي الإسلامي الحسن باعتباره جزءًا من سلوك المسلم المعتدل، والترشيد في النفقة، والتخطيط السليم لميزانية الأسرة، وهذا سوف يقود إلى إصلاح الفرد، والأسرة والمجتمع، ونمو اقتصاد الوطن، ويجب علينا كمواطنين أن يكون لدينا حسن إدارة وتدبير، وتوظيف أمثل لمواردنا المالية، وعدم التبذير والإسراف، وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]