تُمثِّل الخدمات اللوجستية أحد القطاعات الاقتصادية الواعدة التي تتحقق معها قيمة مضافة كبيرة على المدى البعيد، وهو قطاع حيوي عالي الأهمية لأي اقتصاد ينطلق في إطار منظومة نمو طموحة؛ ما يجعلنا نعمل على مواصلة العمل في ترقية هذا القطاع، وتوفير بنيته التحتية على أعلى المستويات، وأمامنا نموذج سنغافورة ودوره الكبير في خدمة اقتصادها، وفعاليته في الوصول إلى مؤشرات نمو عالية ومثالية.
نحتاج في المملكة لأن نصبح أحد مراكز الثقل العالمية في الخدمات اللوجستية، سواء بالاستفادة من الموقع الجغرافي الإستراتيجي، وذلك ما يتوافق مع الواقع وركّزت عليه الرؤية الوطنية الطموحة، أو للتوسع في منتجاتنا وخدماتنا الوطنية وتوجيهها نحو الأسواق العالمية بأقل تكلفة وأعلى جودة تتحقق معها عوائد مجزية تضيف للناتج المحلي الإجمالي.
بحسب أحدث المؤشرات الاقتصادية، قفزت المملكة 17 مرتبة عالميًّا في المؤشر اللوجستي الصادر عن البنك الدولي، وذلك يعني دعمًا قويًّا لمنظومة النقل والخدمات اللوجستية الوطنية، وقد تقدمت المملكة إلى المرتبة 38 من بين 160 دولة في الترتيب الدولي في مؤشر الكفاءة اللوجستية، وجاء ذلك نتيجة لتحقيق قفزات واسعة في كفاءة الأداء عبر عددٍ من المؤشرات الفرعية، منها: مؤشر الكفاءة اللوجستية، ومؤشر التتبع والتعقب، ومؤشر التوقيت، ومؤشر الجمارك، ومؤشر البُنى الأساسية، ومؤشر الشحن البحري.
وذلك يضعنا أمام حقائق جوهرية تتعلق بالفرص الكبيرة في تطوير الخدمات اللوجستية السعودية، وجعلها عالمية المستوى في ظل تطبيق وتنفيذ موجّهات القيادة الرشيدة؛ للوصول إلى المستهدفات الطموحة للإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، وطالما لدينا منظومة وخطط يجري تنفيذها فإننا نتوقع مزيدًا من التطور والنمو والقفز في المؤشرات الدولية في هذا القطاع الذي سيكون له كثير من المكاسب على صعيد التنمية والنمو.
من المهم أن يتبع إستراتيجية الخدمات اللوجستية نشاط تنويري وتثقيفي أكبر بالتفاصيل الاقتصادية للخدمات اللوجستية، ويمكن للغرف التجارية أن تنظم العديد من الفعاليات التي تشرح وتبرز المزايا الكامنة في هذا القطاع الذي يعود بالنفع على الجميع، سواء من ناحية تطوير تقنياته وأدواته، أو تأسيس بنيته التحتية، أو التوسّع فيما يقدمه داخليَّا وخارجيًّا وارتباطه بأسواق العالم ومنافذه، أو دوره في الناتج المحلي الإجمالي وغير ذلك مما يمكن أن يجعله قطاعًا مؤثرًا في الدخل الوطني، والتنويع الاقتصادي.
@MesharyMarshad