قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء، إن هناك "خطرا بيولوجيا كبيرا" في العاصمة السودانية الخرطوم بعد سيطرة أحد طرفي القتال الدائر في البلاد على مختبر يحتوي على مسببات الحصبة والكوليرا وغيرها من المواد الخطيرة.
وقال نعمة سعيد عابد ممثل المنظمة بالسودان في حديثه للصحفيين في جنيف خلال مؤتمر عن بعد إن الخبراء الفنيين التابعين للمنظمة لم يتمكنوا من دخول مختبر الصحة العامة الوطني لتأمين المواد الخطيرة.
وأضاف: "ما يثير قلقنا بشكل أساسي هو عدم قدرة الفنيين على الذهاب إلى المختبر واحتواء المواد البيولوجية ومواد أخرى على نحو آمن"، وامتنع عن ذكر الجانب الذي سيطر على المنشأة.
"الصحة العالمية": إغلاق 20 منشاة طبية في #السودان بعد تعرضها لهجمات https://t.co/FgKVv8H2d5#اليوم pic.twitter.com/ijvuCKzNHV— صحيفة اليوم (@alyaum) April 21, 2023
أزمة بالخدمات الصحية
ووفقا لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، أسفر القتال الذي اندلع في 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل 459 شخصا على الأقل وإصابة 4072.
وقال عابد إن هذه الأعداد أقل من الحقيقية، موضحا أنه شاهد بنفسه جثتين في أحد الشوارع خلال الأيام القليلة الماضية.
وأصابت الاشتباكات المستشفيات وغيرها من الخدمات الأساسية الأخرى بالشلل، وتسببت في تقطع السبل بالكثيرين الذين علقوا في منازلهم في ظل تناقص إمدادات الغذاء والماء.
وسجلت منظمة الصحة العالمية 14 هجوما على منشآت صحية منذ بدء الاشتباكات وهي تعمل حاليا على نقل موظفيها إلى مكان آمن.
"الصحة العالمية": 459 قتيلا على الأقل بـ #السودان.. وتحذير من خطر بيولوجي https://t.co/pLTlJepazz#اليوم pic.twitter.com/Ld7oXvjVTY— صحيفة اليوم (@alyaum) April 25, 2023
الصحة العالمية تقلص أنشطتها
وقال عابد إنه انتقل من الخرطوم إلى بورتسودان أمس الاثنين ضمن قافلة كبيرة سارت لمدة 30 دقيقة في الصحراء.
وأكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الثلاثاء، أن المكتب اضطر إلى تقليص بعض أنشطته في مناطق من السودان بسبب القتال العنيف.
ولقي ما لا يقل عن خمسة من العاملين في مجال الإغاثة في السودان حتفهم منذ اندلاع القتال في 15 أبريل، وعلقت المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأغذية العالمي التابعان للأمم المتحدة أنشطتهما بعد سقوط قتلى من بين موظفيهما.
وأضاف المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية ينس لايركه: "في المناطق التي أدى فيها القتال العنيف إلى إعاقة عملياتنا الإنسانية، اضطررنا إلى تقليص وجودنا".
وتابع: "لكننا ملتزمون بمواصلة تقديم المساعدة لشعب السودان".
وحث باتريك يوسف المدير الإقليمي لأفريقيا لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدول الأخرى على مواصلة الضغط على السودان للتوصل إلى "حل طويل الأمد"، حتى بعد إجلاء الأجانب.