@shuaa_ad
تقود المملكة العربية السعودية أكبر عملية إجلاء لرعايا العديد من الدول غداة الأزمة التي تمر بها دولة السودان، حيث يشهد ميناء جدة استقبال العديد من الرعايا من مختلف الجنسيات؛ ما يؤكد على العمق الجغرافي الذي تحظى به المملكة إلى جانب متانة العلاقات الدولية التي تربط بين بين الدولة والمملكة بوصفها شريانًا رئيسيًّا تمكّن من تجاوز العديد من الأزمات، منها الاقتصادية، وأخرى سياسية، فخلال عمليات الإجلاء ذات التنوّع الحيوي، تمكّنت القوت البحرية السعودية من نقل بعثات دبلوماسية عربية وأخرى أجنبية، وعلى كافة الأصعدة وقفت المملكة حكومةً وشعبًا أمام ظروف لربما نصفها بأنها «أزمة».
غالبًا ما يمكن للدول القادرة على تجاوز الأزمات أن تتخذ مكانة يمكن وصفها بأنها تاريخية، لارتباطها بمتغيّرات الاقتصاد مستقبلًا، فتقديم المساعدات التنموية ذات الإطار البشري ما هي إلا أحد أوجه العلاقات والحِراك الدولي الدبلوماسي والإنساني لارتباطها بالقوى الدولية المؤثرة بصورة مباشرة، كما أن التدابير في الشؤون الدولية تجاه الأزمات أحد ممكنات الدول التي تسعى بكافة مساعيها إلى توازن دولي بعيدًا عن التصدعات والأزمات المقلقة.
ولربما ندرك إزاء تلك الأزمة أن الذاكرة الجماعية للشعوب ستدرك الدور الإقليمي والدولي الذي تقدّمه المملكة العربية السعودية، فالصراعات والحروب وتوالي الأحداث تسارع من وتيرة التعامل مع الحدث عبر تقديم المساعدات، وسبل الإنقاذ اعتمادًا على القوة الدبلوماسية ضمن إطار بناء العلاقات الدولية التي تتطلع إلى مستقبل اقتصادي مبني على استجابة وأولويات إنقاذ الحياة البشرية، علمًا بأن تلك المعادلات ما هي إلا أحد مكونات السياسات بين الدول، سواء على الصعيد الخارجي أو الداخلي.
رغم أن التاريخ الدبلوماسي أداة لتحريك العلاقات ووسيلة للتدابير الاقتصادية الدولية، إلا أن السعودية اتخذت نهجًا إنسانيًّا لمساعدة الدبلوماسيين ومواطنين ومقيمين في السودان، سعيًا منها لإنقاذ تلك العائلات، فالصور التي تتداولها وسائل الإعلام لربما مؤشر على عدم تواني المملكة في تقديم كل ما لديها من مساعدات لتسريع عمليات الإجلاء والانفراج بأشكال متعددة؛ بغية توفير التعاون بما يعزز مفهوم التعاون الإستراتيجي مع العديد من الدول، فيما يمكن اعتباره ترسيخ علاقات خارجية بمضامين بشرية.