قديما، في العصور الماضية، كان الفرد رهين المجتمع المحيط به. وكان وعي الفرد ينمو بناء على ما يشاهده من حوله وما يسمعه من أفراد مجتمعه المباشر.
الآن، مع التقدم التقني في وسائل الاتصالات أصبح الشخص أكثر إدراكا لما يدور في المجتمعات الأخرى غير مجتمعه وأكثر إلماما بحقائق كانت في السابق مجهولة بالنسبة له.
وقد أثر هذا كثيرا في عملية بناء الوعي لدى الأفراد إذ أصبحت مصادر المعلومات متنوعة وليس فقط مجتمعه المحيط به. وقد أصبحت وسائل الاتصالات الآن متاحة للجميع وأصبحت فئة الشباب على وجه الخصوص تعتمد كثيرا على مصادر المعلومات العالمية خارج أوطانهم.
ولا شك أن هذا له تأثير كبير على توجيه الوعي الوطني والقومي بالوطن العربي.
فما عاد محيط الوعي لدى أفراد المجتمعات العربية مقتصرا على ما يدور داخل أوطانهم، بل توسع ليشمل ما يدور في مختلف دول العالم حولهم. وبالطبع هذا له أثر كبير على نوعية الوعي لدى أفراد المجتمع والأفكار التي يحملها. وأصبحت المجتمعات في الوطن العربي أكثر انفتاحا على العالم وما يدور فيه.
فما التفسير العلمي والمفهوم المجتمعي لبناء الوعي؟
الوعي في رأيي هو إدراك الشخص للقضايا المؤثرة في حياته وخصائص البيئة التي يعيش فيها وكذلك ما ينبغي عليه أن يأخذه في الاعتبار عند التعامل مع أفراد المجتمع الذي يعيش فيه.
والوعي يكون لدى الشخص استجابة للعديد من المؤثرات. فالفرد ينمو من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج وهو يشاهد ويقرأ ويتعلم ويكون أكثر وعيا وإدراكا لما ينبغي عليه أن يلزم به لممارسة الحياة. وكذلك عند تعامله مع أفراد مجتمعه يدرك أن هناك مبادئ وقيما وأخلاقيات لابد له أن يلتزم بها. ومن هنا يأتي دور المجتمع في بناء الوعي. فللمجتمع شروط ومعايير لابد من مراعاتها عند تنفيذ أي نشاط من الأنشطة، والفرد ليس له مطلق الحرية في اتباع ما يراه من أفكار، خاصة إذا كان لما يتم تنفيذه من أنشطة تأثير على المجتمع المحيط به.
لذلك إذا كان التفسير العلمي لبناء الوعي هو الإلمام بكل المعلومات والحقائق عن الحياة التي تحيط بالفرد، فإن المفهوم المجتمعي لبناء الوعي هو إدراك الفرد لخصائص المجتمع المحيط وقيمه واتخاذها في الاعتبار عند اتخاذ أي قرار.
@Mohd_alhajry