تدخل الحرب السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثالث دون توقف فعلي منذ بدايتها في الـ15 من أبريل الماضي.
ومع احتدام المعارك على الأرض وتعقّد الوضع في السودان، فإن انحسام الحرب سيكون بأحد أشكال ثلاثة، تنقلها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن محللين كالآتي:
انتصار سريع لأحد الطرفين
إن كان انتصار أحد الطرفين بشكل سريع على حساب الآخر احتمالًا موجودًا يمكن أن تنتهي به الأزمة السودانية، فإنه غير مرجح بسبب تقارب القوى بين المتقاتلين والميزات التي يتمتع به كل منهما.
المتحدث الرسمي لـ"الحرية والتغيير - المجلس المركزي" شهاب الطيب: يجب أن تتوفر طرق آمنة لخروج المدنيين، والسماح بدفن الموتى#اليومpic.twitter.com/ZSiTKmtTDT— صحيفة اليوم (@alyaum) April 29, 2023
وإن تفوق الجيش في العدد المقدّر بأكثر من 200 ألف جندي -بحسب ما تنقله وكالة رويترز- وكذلك العتاد الثقيل الذي يشمل طائرات مقاتلة ودبابات ومدفعية، فإن الدعم السريع يتميز بالأسلحة الخفيفة سهلة الحركة في ميدان المعركة، ما يمنحه مرونة وسرعة في المناورة، إضافة إلى عددها الذي يصعب السيطرة عليه، إذ يقدر جنودها بنحو 70 ألف مقاتل، وفقًا لما تنقله شبكة "سي إن إن".
إضافة إلى ذلك فإن استمرار القتال وسط الأحياء السكنية، في العاصمة الخرطوم وعدة مدن أخرى، يجعل من الصعب إحكام السيطرة لأي طرف على حساب الآخر، بسبب إمكانية استخدام المدنيين دروعًا بشرية، ما يُصعِّب الأمر أكثر.
هل تعلم أن الحروب لها قواعد؟ يجب على جميع أطراف النزاع حماية المدنيين والممتلكات المدنية.
إنهم #ليسوا_هدفًا. pic.twitter.com/VrTFsLNgPg— OCHA in Arabic (@UNOCHA_ar) April 28, 2023
صراع طويل الأمد
يعتقد الخبراء أن عناصر إطالة أمد الصراع في السودان موجودة بالفعل في البلد المأزوم، ويمكن أن يمتد ليتحول إلى حرب أهلية طويلة المدى.
وتنقل "بي بي سي" عن الخبير في الشأن السوداني، جوناس هورنر، أن بعض الأطراف في السودان، مثل الموالين للنظام السابق، أو أصحاب الأيدلوجيات الدينية، قد يستغلون الوضع الراهن لزيادة فترة الحرب، خاصة مع احتياج أطراف القتال إلى الدعم.
ويقول الباحث في الشأن السوداني، أحمد سليمان، من مؤسسة تشاتام هاوس البحثية: "يمكننا أن نرى سيناريو تحاول فيه قوات الدعم السريع السيطرة على الأماكن التي تقلّ فيها سيطرة الجيش مثل المناطق الريفية ودارفور، وقد يؤدي هذا إلى تقسيم البلاد".
حل دبلوماسي
يحاول المجتمع الدولي من منظمات ودول فاعلة، التوسّط لدى طرفي الصراع للوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة وإنهاء الحرب الدائرة في السودان.
ومع كل تلك الجهود فلم يتكلل أحدها بالنجاح حتى الآن، كما لا يتوقع أن يحدث ذلك قريبًا، إلا بضغط شديد من عدة أطراف في آن واحد.
وبحسب ما تنقله هيئة الإذاعة البريطانية، فإن دولًا مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات، قد يكون لهم دور كبير في إنهاء الأزمة بشكل سلمي، بممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على طرفي الحرب، قبل أن تتطوّر إلى حرب كبرى تتغذى على دماء أهل السودان وتدمّر بلدهم.