منذ أيام أعاد المصريون ضبط ساعاتهم عند منتصف الليل بتقديمها ساعة كاملة، لتصبح الواحدة صباحًا بدلًا من منتصف الليل، وفقًا لنظام التوقيت الصيفي الذي أعادته وأقرته الحكومة المصرية.
ورغم إلغاء هذا النظام في مصر لعدة سنوات قبل عودته مرة أخرى، فإن مصر ليست الوحيدة التي تتبع هذا التوقيت، هناك عدة دول تقدم ساعاتها بحلول الصيف وتؤخرها في الشتاء.. فلماذا يُطبق هذا التوقيت ومن صاحب فكرته وما أهميته؟
لماذا تطبق مصر التوقيت الصيفي؟
قال الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الكهرباء المصرية، إن عودة العمل بنظام التوقيت الصيفي يُعد إحدى الآليات لترشيد استهلاك الكهرباء لتعظيم الاستفادة من تصدير الغاز الطبيعي، وذلك من خلال زيادة ساعات العمل خلال وقت النهار، ما يقلل من الاعتماد على العديد من الأجهزة الكهربائية.
سيساهم ذلك في تحقيق وفرة من الغاز الطبيعي المستخدم في تشغيل المحطات، وبالتالي تصديره لزيادة حصيلة الدولار وتعزيز الاقتصاد المصري، وفقًا لموقع CNN.
لمعرفة الحلول الطبيعية لتعديل الساعة البيولوجيةhttps://t.co/wFf2rBvoML#اليوم pic.twitter.com/KHnzQbUAn7— صحيفة اليوم (@alyaum) April 26, 2023
ما التوقيت الصيفي؟
يعتمد التوقيت الصيفي على تقديم الساعات لتمديد وقت النهار خلال وقت الاستيقاظ التقليدي خلال أشهر الصيف، وعادة ما تطبقه بلدان تقع في نصف الكرة الشمالي بين أواخر شهري مارس أو إبريل، قبل أن يعود مرة أخرى على ما كان عليه في شهر أكتوبر أو نوفمبر، وفقًا لموقع Britannica.
صاحب فكرة التوقيت الصيفي
ترجع فكرة التوقيت الصيفي إلى عام 1784، عندما تحدث عنها بنجامين فرانكلين، السياسي والفيلسوف الأمريكي في رسالة كتبها عندما كان في باريس.
أعرب "فرانكلين" في رسالته عن دهشته لرؤية شروق الشمس في السادسة صباحًا قبل خروج معظم الباريسيين، مقترحًا أن الناس إذا استيقظوا مع شروق الشمس فيمكن للمدينة أن توفر مبلغًا هائلاً من الشموع المشتعلة في ساعات المساء المظلمة، وفقًا لموقع Nationalgeographic.
لم تبرز الفكرة في الواقع حتى عام 1895، عندما اقترح العالم النيوزيلندي، جورج فيرنون هدسون، على حكومته أن تستمر الساعات ساعتين كل صيف، لكن ذلك لم يكن ناجحًا.
وأقام بعدها الإنجليزي، وليام ويليت، حملة من أجل ضبط عقارب الساعة وتقديمها خلال شهر إبريل والعكس في سبتمبر، كان ذلك عام 1909، لكن مجلس العموم البريطاني رفض فكرة مشروع القانون، وفقًا لـBBC.
أول دولة تعتمد التوقيت الصيفي
الألمان هم أول من طبقوا التوقيت الصيفي فعليًا، خلال الحرب العالمية الأولى، عام 1916، حينما أمر الجيش بتقديم الساعات كطريقة للحفاظ على الطاقة، للاستفادة بأقصى حد من ضوء الشمس ولتقليل الحاجة إلى الضوء الصناعي.
سرعان ما حذت الولايات المتحدة حذو ألمانيا، مع أول تحول زمني موسمي في البلاد عام 1918، وبعدها اعتمدت عدة بلدان هذا التوقيت، بما في ذلك أستراليا وبريطانيا العظمى.
وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت الساعات تتقدم باستمرار لمدة ساعة في بعض البلدان، واستخدمت إنجلترا التوقيت الصيفي المزدوج، خلال جزء من العام، حيث تتقدم الساعات بساعتين من التوقيت القياسي خلال الصيف، وساعة واحدة خلال أشهر الشتاء
التوقيت الصيفي بين دول العالم
يمثل فصل الصيف وقت تألق نصف الكرة الشمالي بميله نحو الشمس، ما يتسبب في أيام أطول وأكثر دفئًا، في هذه الأثناء، ينغمس نصف الكرة الجنوبي في أيام الشتاء القصيرة ويميل بعيدًا عن الشمس، لكن بعد 6 أشهر ينعكس الوضع ويسيطر الشتاء على الشمال بينما يُغمر الجنوب بضوء الشمس.
ورغم ذلك فإن هناك قرابة 70 دولة تستخدم التوقيت الصيفي من أصل نحو 195 حول العالم، معظم البلدان حول خط الاستواء لا تطبق هذا التوقيت، حيث يوجد اختلاف بسيط في ضوء النهار على مدار العام، وفقًا لـBBC.
