قال أحد الناجحين في القطاع الخاص ممن نفخر بنجاحاتهم: كانت نظرتنا لشبابنا سلبية والآن تحوّلت إلى نظرة مختلفة تمامًا، فما الذي ينقص شبابنا؟
وهذه نظرة نابعة من حس وطني وخبرة مميزة وجهود رسمية في التدريب والتأهيل مشكورة، ولكن السؤال: هل الرواتب التي تُمنح لأبنائنا في القطاع الخاص مناسبة أم لا تزال من أيام النظرة السلبية؟!
أعتقد أن الأمر بحاجة إلى مراجعة جادة من مؤسساتنا إن كنا نريد النجاح للمؤسسات والشباب، فالراتب ليس مجرد مال يُمنح نهاية الشهر، بل فيه النفع والفائدة للمؤسسة قبل الموظف، فهو وسيلة للتأثير في سلوك العاملين، من خلال تحقيق الدافعية وزيادة الإنتاجية، ومن خلاله يتم التحكم في السلوك بتعديله وتوجيهه، سواء بالخصم عند الخطأ كحافز سلبي مؤثر، أو بالمكافأة وهي حافز إيجابي تشعر المنتج بأهميته وبالتالي زيادة عطائه، كما أن الراتب يجذب المتميزين، فلن يأتي المميّز إلا بشيء يجذبه، ومن خلال الراتب نحوّل الموظف إلى شريك يشعر بأنه جزء من المؤسسة، نجاحها نجاحه، وفشلها «لا سمح الله» فيه خسارته وظيفته، وبالتالي مصدر رزقه، بل إن للرواتب فوائد على المجتمع بأكمله، فهي التي تحرك العرض والطلب وتجعل الأفراد يعيشون بكرامة وتحقق مبدأ العدالة، فالراتب على حسب التميز.
من المراجعات التي نتمنى أن نراها من إدارات الموارد البشرية في مؤسساتنا والمديرين التنفيذيين ومجالس الإدارة والملاك، مراجعة ما إذا كان الراتب أقل من قيمة الوظيفة حقيقة أو أعلى منها، وكلا طرفي الأمور ذميم، فتجد المسمى كبيرا ولكن الراتب قليل، وأحيانا تجد العكس، ومقارنة راتب الموظف برواتب موظفي المؤسسات الأخرى في نفس القطاع، وأيضًا هل الراتب متغيّر أم ثابت منذ سنوات طويلة؟ وإن قدّر الله وتغيّر فبنسبة لا تكاد تُذكر، أيضا العلاوات قد تُحسب على أساس الأقدمية بعيدا عن الإحراج وليس على حسب الكفاءة والتميز، ومن مشاكل أنظمة الحوافز والمزايا وهي جزء أصيل من نظام الأجور، تجد أن الحوافز والمزايا معدومة في بعض المؤسسات ولا تكاد تُذكر، وغير مربوطة بالأداء ولا بالأهداف، فمن أدى وحقق أهداف المؤسسة لن يتميز بشيء، وبعض المؤسسات إذا حفزت شملت الجميع بكرمها وساوت بينهم، ولذلك لا يجد المميز في المكافأة شيئا مختلفا، وبعض المؤسسات تمنح الحوافز بكتمان حتى لا يعلم صاحب المشاكل فيثيرها، وكأن المتميز فعل أمرًا لا يليق ويجب كتمانه، بل ويوصى بذلك: لا يدري أحد!
مؤسساتنا.. اهتموا بشركائكم، فالمصلحة لهم ولكم ولنا.
@shlash2020