@k_dandani
يذهب فريق من الباحثين والمختصين في علم القيادة إلى أن نظرية القيادة التحويلية Transformational Leadership تُعد من أبرز نظريات القيادة، وهي الأرضية الأكثر ملاءمة للقادة الذين لديهم الرغبة في التغيير نحو تحقيق أهدافهم الإستراتيجية بهدف الوصول إلى مستويات عالية من التطوير والتأثير، وفي مفهومها العلمي هي إحراز تقدّم في عمليات التغيير والتحوّل وفق رؤية جديدة وخطط إستراتيجية طويلة تستند في تطبيقاتها وممارساتها على أسس علمية صحيحة.
وأنت تقرأ المشهد اليوم في المملكة، يمكن فهم هذا النوع من الفلسفة القيادية أنه الأقرب والأكثر انسجامًا مع فلسفة التغيير والتطوير التي جاءت بها رؤية السعودية 2030، وخلفها قائد من أبرز القادة السياسيين إيمانًا بأهمية الأسلوب العلمي وانعكاساته على نجاح المشاريع؛ إذ لا يمكن التنبؤ بنجاح أي رؤية مستقبلية أو تخطيط إستراتيجي دون الأخذ بالاعتبار أهمية الدور المهم الذي يشكّله القائد في نجاح المشاريع والبرامج ابتداءً من وضع الأسس العلمية الصحيحة واختيار فريق العمل ووصولًا للنتائج.
لقد نجح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في توظيف أبرز نظريات القيادة الحديثة، وهي القيادة التحويلية لصالح التغييرات الكبيرة التي تشهدها المملكة، حيث تُحقق المملكة اليوم قفزة نوعية كبيرة في كافة المجالات تستهدف تعزيز مكانة المملكة ودورها الريادي، فهي تحظى بمقوّمات اقتصادية كبيرة، وموقع إستراتيجي مهم يجعلها قادرة على لعب دور مهم ومؤثر في العالم؛ إذ تُشير العديد من المؤشرات والإحصائيات المنشورة إلى أن المملكة تُعدّ من أسرع دول العالم نموًّا اقتصاديًّا وهو ما يعطي دلالة على سلامة العمل المنهجي والمؤسسي الذي يتبناه ولي العهد «يحفظه الله»، وهو صاحب فكرة رؤية السعودية 2030؛ إذ يتصدر سمو ولي العهد المشهد قائدًا تحويليًّا ناجحًا ونموذجًا لهذا التحوُّل، حيث تبرز عبقرية وفكر الأمير محمد بن سلمان كأحد القادة السياسيين المؤثرين خلال العقد الأخير من خلال هذا المشروع التنموي الكبير، كما يحسب له توظيف المنهجية العلمية والعملية لصالح النجاحات الكبيرة التي تحققها المملكة بشكل مستمر، حتى أصبحنا في المملكة اليوم نموذجًا يُحتذى به في المنطقة.
وعلى صعيد التحوُّلات في الداخل؛ فقد عانت مؤسساتنا الحكومية لفترة طويلة؛ مما يسمى بالبيروقراطية والمركزية في الإدارة، حتى جاءت رؤية السعودية 2030 بقيادة الأمير محمد بن سلمان الذي نجح في إعادة هيكلة القطاعات الحكومية، فتصدّرت مفاهيم جديدة مثل العمل المؤسّسي والإنتاجية والحوكمة والتخطيط الإستراتيجي ومؤشرات قياس الأداء؛ مما جعل العديد من المنظمات والقطاعات تركّز في فلسفتها الإدارية على الميزة التنافسية وجودة بيئة العمل، ومَن يقود هذا الفكر هم القادة الذين يؤمنون بالتغيير والتجديد، وذلك استجابةً للمتغيّرات المعاصرة والتحديات المستقبلية.
ولم تغفل رؤية المملكة العنصر البشري، فقد استهدفت تطوير الإنسان السعودي وتأهيله؛ ليصبح منافسًا عالميًّا، فشملت رؤية السعودية 2030 دعم وتنمية القدرات البشرية والبحث العلمي، والتطوير، والريادة، والابتكار، وهي جميعها مؤشرات التنافسية الدولية التي تعزز من مكانة المملكة وتقدّمها.