تشهد سماء المملكة والعالم العربي خسوف شبه ظل عميق للقمر مساء الجمعة المقبل، وسيستمر 4 ساعات و18 دقيقة، حيث سيكون 96% من قرص القمر داخل شبه ظل الأرض عند الذروة العظمى للخسوف، وكانت آخر مرة يحدث فيها خسوف بهذا العمق في يناير 2020م.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن خسوف شبه الظل يحدث عندما يمر القمر عبر منطقة خارجية من ظل الأرض تسمى شبه الظل وعادة في هذا النوع من الخسوف تخفت إضاءة القمر ولكن بالكاد يمكن ملاحظة أي تغيير عند رصده بالعين المجردة.
وأشار إلى أن هذا الخسوف يتمتع بخصائص تجعله استثنائياً، حيث سيمر القمر بأكمله تقريباً داخل ظل شبه الأرض، وبالتالي سيكون انخفاض إضاءة القمر أكثر وضوحًا من المعتاد وتسمى مثل هذه الحالات خسوف شبه ظل كامل والسبب في ندرته لأن الفرصة لدخول القمر إلى ظل الأرض في نقطة ما تكون عالية جدًا بمجرد مروره بالكامل داخل شبه ظل القمر.
العقدة الصاعدة أو الهابطة
وبيّن أنه لحدوث الخسوف يجب أن يعبر القمر البدر نقاط حيث يلتقي مداره مع مدار الأرض تسمى "العقدة الصاعدة أو العقدة الهابطة"، وفي هذا الحدث يعبر القمر العقدة الهابطة قبل نحو 17 ساعة من حدوث هذا الخسوف.
وقال أبو زاهرة "إن مراحل الخسوف ستكون في نفس الوقت في كافة المناطق حيث سيبدأ الخسوف بدخول القمر إلى منطقة شبه ظل الأرض عند الساعة 06:14 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، وفي هذه المرحلة سيكون القمر لا يزال تحت الأفق محلياً وبعد ظهوره فوق الأفق لن يشاهد أي تغيير في إضاءة قرص القمر حيث سيبدو كالمعتاد في مثل هذا الوقت من الشهر القمري".
ذروة الخسوف
وأضاف "سيتبع ذلك وصول الخسوف إلى ذروته العظمى عند الساعة 08:22 مساءً بتوقيت مكة باتجاه الأفق الجنوب الشرقي وسيكون هذا أفضل وقت لرصد خفوت إضاءة قرص القمر ورؤية عتمه واضحة في طرفه اليسار "بالنسبة للراصد" نظراً لاقتراب القمر إلى حدود 5% من ظل الأرض في ذلك الوقت".
وأشار إلى أنه بالتزامن مع ذلك سيصل القمر لحظة الاكتمال عند الساعة 08:34 مساءً بتوقيت مكة ويكون أكمل نصف مداره حول الأرض هذا الشهر، لافتاً إلى أن الخسوف سينتهي بخروج القمر من منطقة شبه ظل الأرض عند الساعة 10:31 مساءً بتوقيت مكة.
يُشار إلى أنه يعود السبب لعدم حدوث الخسوف شهرياً إلى أن مدار القمر حول الأرض مائل بنحو 5 درجات على مدار الأرض حول الشمس، ما يعني بأن القمر يقضي معظم الوقت إما أعلى أو أسفل مستوى مدار الأرض حول الشمس حيث ظل الأرض يكون على نفس المستوى لذلك لا يحدث خسوفاً شهرياً، في حين أن ظاهرة خسوف القمر تعطي لمحة عن عمل الميكانيكا السماوية على نطاقات زمنية طويلة.