يمتلئ سوق العمل بالشركات المستغلة التي تستهدف الشباب من أصحاب الخبرات القليلة أو المعرفة الضئيلة بحقوقهم الوظيفية، فتسرق زهرة شبابهم بالعمل المجهد دون مقابل كاف.
ويتطلع بعض أصحاب العمل إلى توظيف شباب صغار لاستغلالهم، ما يضرّ بهم بشكل كبير، سواء على المستوى الصحي أو المهني، ويعرضهم لإنهاء حياتهم العملية قبل أن تبدأ.
شركات مستغلة
كل عمل يستفيد من إنتاج الشباب دون الاهتمام بهم أو الاستثمار فيهم بتدريبهم وتمهيد طريق المتميزين منهم إلى الترقي، فهو غالبًا مستغل، يسرق أعمار الشباب قبل أن يتخلى عنهم لاحقًا.
وبحسب ما تورده هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فإن الشركات المستغلة لها عدد من الصفات التي يمكن بها تمييزها لتجنب مخاطر إضاعة الوقت فيها دون جدوى.
وتعد أبرز تلك الصفات هي اعتماد الشركة بشكل كامل على الشباب صغار السن في تسيير أعمالها، نظرًا إلى قلة خبرتهم بحقوقهم الوظيفية، ما يسهّل على صاحب الشركة هضم تلك الحقوق أو إخفاءها.
كما تبرز في تلك الشركات قلة الفرص للترقي في مسار العمل، إذ إنها تعتمد على الاستغناء عن العاملين بها بمجرد انقضاء طاقتهم، ومن ثم تغييرهم بشباب أصغر سنًا يسهل تشغيلهم برواتب قليلة، وهو المميز الثالث لتلك الشركات.
فيديو | النيابة العامة تحذر من جميع أشكال الاستغلال الجسدي والنفسي والجنسي.. والمحامي د. حسين العنقري يوضح طرق وأشكال الاستغلال وكيفية الحماية منها#الإخبارية pic.twitter.com/pnJWFHLGja— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) July 20, 2022
أشكال الاستغلال
تتنوع أشكال الاستغلال الذي قد يتعرض له الموظف داخل الشركة التي يعمل بها، وهي بحسب جامعة جريفث الأسترالية كالآتي:
- الاستغلال الاقتصادي، مثل تلقي راتب منخفض، أو فترات راحة وإجازات غير كافية.
- التعرّض لظروف عمل غير آمنة، مثل مطالبة الموظف بتنفيذ مهام تنتهك قواعد الصحة والسلامة في مكان العمل.
- التنمر، ويتضمن سلوكًا متكررًا يهان فيه العامل أو يُخوَّف.
- التحرش الجنسي، ويشمل جميع السلوك الجنسي غير المرغوب فيه حتى التواصل غير المرغوب فيه.
- المضايقة اللفظية، مثل التوبيخ والإهانة.
- العنف الجسدي، بما في ذلك التهديد بالاعتداء الجسدي.
النجاة من مخاطر الاستغلال
يتسبب الانخراط في عمل مع شركة مستغلة في عدد من المشكلات قصيرة المدى على صحة الفرد، مثل الإنهاك الجسدي والتعرض للضغط النفسي الذي قد تتبعه أمراض أخرى.
إضافة إلى ذلك فله أضرار بعيدة المدى تؤثر في حياة الشخص عند استغناء العمل عنه دون مهارات تؤهّله لإيجاد مصدر رزق آخر.
ويمكن النجاة من التعرض لمخاطر تلك الأعمال بمعرفة ظروف العمل الآمنة والحقوق الوظيفية التي ينبغي أن يحصل عليها المرء، فلا يسهل الإيقاع به في شَرك العمل دون مقابل حقيقي.
