حين ينقلك المتجر الإلكتروني إلى محادثة واتساب، عادةً ما يرد عليك روبوت المحادثة ChatBOT سائلًا عن نوع الخدمة التي تحتاجها..
ماذا لو ضاعفنا ذكاء هذا الروبوت آلاف الأضعاف؟
يصبح لديك الآن محرك بحث جوجل تفاعلي..
بمعنى تخيّل لو أن جوجل تحوّل إلى إنسان يجيب عن أسئلتك، يعطيك انطباعه عن آخر فيلم شاهدته في السينما..
يخلق لك القصص من العدم حين تطلب منه..
يحل لك المسائل الحسابية..
تطلب منه نصائح في الادخار فيجيبك بناءً على ما تقدّمه له من معلومات..
كل تلك الميزات موجودة في شات جي بي تي ChatGPT، والذي هو عبارة عن روبوت محادثة ذكي تم ضبطه من شركة OpenAI بإحدى طرق تعلّم الذكاء الاصطناعي؛ لينتج لنا ما هو حديث الساعة الآن..
وبطبيعة الحال يثور السؤال المعتاد: هل سيسرق الذكاء الاصطناعي الوظائف منا؟
هل ستزداد اعتماديتنا على الأجهزة التي نصنعها؟
هل سيسيطر الذكاء الاصطناعي على العالم وتتحقق النبوءة المخيفة لفيلم The Matrix؟
الحكم مبكّر جدًّا على الذكاء الاصطناعي بشكل عام وشات جي بي تي بشكل خاص؛ كونه ما زال قيد التطوير، كما أنّ الوظائف لن تختفي، بل سيتم استبدالها بوظائف تلائم العصر الجديد المقبلين عليه..
وفي الوقت الحالي، هناك أسئلة أكثر إلحاحًا وأقرب تأثيرًا يجب الإجابة عنها:
مع وجود شات جي بي تي، ما الذي سيحصل لحقوق الملكية الفكرية بما أن الروبوت لا يقتبس الأعمال؟
كيف نستطيع تمييز ما كتبه طالب اللغويات؟ أهو عمله أم عمل الروبوت؟
ما هو تأثير هذا الروبوت على الإنسان والأجيال الجديدة، حيث سهولة الوصول إلى المعلومة ستزداد بشكل أكبر؟ هل سيزول شعور الفضول لدى الإنسان في المستقبل، حيث إنّ لكل سؤال «إجابة»؟
ماذا عن الخيال والفن؟ إن كان الروبوت يستطيع الرسم وحكاية القصص، هل سيستطيع خيال الإنسان أن يتفوّق عليه؟
وبمناسبة ذِكر الخيال، كيف سيكون تأثير هذا العالم الجديد على خيال الإنسان؟ هل سيضعف الخيال؟
كلّها أسئلة مفتوحة الإجابة لكنّها تدغدغ المشاعر وتشعر بجدية الأمر..
حين تنظر بعين تقفز إلى المستقبل، تثور أسئلة أكثر عن مدى اختلاف الأجيال القادمة عنّا على جميع مستويات التفكير واستقبال العالم..
@HussainAloufi