قال إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبد الله الجهني المسلمين، إن من أشنع الأمور خطورة على العقل، تعاطي المخدرات، فما أعظم شرها وما أكبر خطرها على العقول والأفكار والأخلاق والآداب والأديان والقيم.
وتساءل في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام، "أليس الإنسان إذا تعاطى غاب عن شعوره، وأصبح كالمجنون يهذي بالكلام القبيح وقد يسب نفسه أو يسب الله أو والديه أو محارمه؟ أليس إذا تعاطاها لا يدري ماذا يفعل وقد يقع في المحرمات، ويتلف الأموال، ويقتل النفس المحرمة".
واستكمل: "وقد يعتدي على أقرب قريب له، وأحب حبيب إليه، وهو لا يدري لأنه قد غاب عن عقله وشعوره، أليس هذا المتعاطي للمخدرات يعرض عن ذكر الله وعن الصلاة فمتى ينتهي عن تعاطيه؟ هذه كلها جرائم وآثام وأخطار تسببها المخدرات لذا حُرمت في كتاب الله وفي سنة نبيه".
المخدرات تطرد من رحمة الله
وقال: أي إنسان يرضى لنفسه أو لابنه أو لأبيه أو لزوجه أو من تحت ولايته أن يستعمل المخدرات، يدخل تحت الوعيد الشديد ويُطرد ويُبعد من رحمة الله، فليتق متعاطي هذه السموم ربه في نفسه، وفي أهله ومجتمعه، فإنه سيجلب لهم شرورا.
وواصل" "إن المخدرات لا تجتمع هي والإيمان في قلب أبداً إلا أوشك أحدهما أن يخرج الآخر، قال عليه الصلاة والسلام (ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)".
احذور من شيطان المخدرات
وحذر فضيلته من مخدر الشبو أو ما يعرف بالكريستال وهذا النوع يسمى بـ"شيطان المخدرات"، لأنه أخطر صور الإدمان التي انتشرت مؤخرا، إذ يقول المختصون عنها إن سرعة إدمان مخدر الشبو تفوق سرعة إدمان الكوكايين أو الحشيش أو غيرهما من المخدرات، وتؤثر على بنية الجسم والنفس، حال تأثر الجهاز العصبي وباقي أجهزة الجسم.
وأضاف أن أعداء الإسلام وضعاف النفوس من المسلمين يحاولون إغراق الشعوب الإسلامية بما يفتن عضد شبابها ويبعدهم عن جادة الصواب وعن التمسك بدينهم الحنيف.
وتابع: "لذا كانت جهود المملكة سباقة في محاربة المخدرات والعمل على مكافحتها بكل الطرق والوسائل المساعدة في مكافحتها وإضعافها بل جعل المجتمع خاليا من هذه الآفة الخطيرة التي تدمر الوطن ومكتسباته".
الإبلاغ عن مروجيها
وحث المواطنين بعدم التساهل في الإبلاغ عن مروجيها ومتعاطيها، وكذلك مراقبة الإباء للأبناء بتوعيتهم والمبادرة في حثهم من عدم مرافقة أصدقاء السوء وأن يكونوا متعاونين في الحد من انتشارها بالنصح والتوجيه وإبلاغ الجهات المعنية، حفظ الله الأباء والأمهات والأبناء من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء .
سلاح فتاك
وفي المدينة المنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان في خطبة الجمعة اليوم أن المخدرات سلاح فتاك وعدو هتاك يتلف الصحة والعقل والإدراك ويقود صاحبه إلى الهلاك.
وقال: "استغل هذا السلاح الأعداء فاتخذوا الخائنين المتربصين حلفاء، والسفهاء أعوانًا وأولياء يهربون ويروجون ويتاجرون فيتلفون العقول ويدمرون المستقبل ويهدمون القيم والأخلاق".
وتابع: "يجب أن يؤخذ أمرهم بالحزم وأن نتعاون مع الجهات المعنية في اجتثاث أمرهم بالعزم، فالمخدرات آفة هذا الزمان تتلف العقول وتهدم صحة الأبدان وتصد عن الدين وتضعف الإيمان فهي رجس من عمل الشيطان بغيضة إلى الرحمن فاجتنبوه لعلكم تفلحون".